تنتقل الآيات أعلاه من المعاد إلىالإنسان، ببيان إيقاظي عسى أن ينتبهالإنسان من غفلة ما في عنقه من حقّ و ما علىعاتقه من مسئوليات جسام أمام خالقه سبحانهو تعالى، فتخاطب الآية الاولى الإنسانباستفهام توبيخي محاط بالحنان و الرأفةالرّبانية: يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ ماغَرَّكَ بِرَبِّكَ الْكَرِيمِ. فالقرآن يذكّر الإنسان بإنسانيته، و مالها من إكرام و أفضلية، ثمّ جعله أمام«ربّ» «كريم»، فالرّب و بمقتضى ربوبيته هوالحامي و المدبّر لأمر تربية و تكاملالإنسان، و بمقتضى كرمه أجلس الإنسان علىمائدة رحمته، و رعاه بما أنعم عليه ماديا ومعنويا و دون أن يطلب منه أيّ مقابل، بل ويعفو عن كثير من ذنوب