امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 19

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

بالامطار المادية المباركة.


و من الملاحظ في سياق هذه الآية أنّه يقول«يرسل السماء» فالسماء تكاد أن يهبط منشدّة هطول الأمطار! و بما أنّها أمطار رحمةو ليست نقمة، فلذا لا تسبب خرابا و أضرارا،بل تبعث على الإعمار و البركة و الحياة. ثمّ يضيف: وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَبَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً و بهذا فإنّهوعدهم بنعمة معنوية كبيرة، و بخمس نعمأخرى مادية كبيرة، و النعمة المعنويةالكبيرة هي غفران الذنوب و التطهير من درنالكفر و العصيان، و أمّا النعم الماديةفهي هطول الأمطار المفيدة و المباركة فيحينها، كثرة الأموال، كثرة الأولاد(الثروات الإنسانية)، الحدائق المباركة والأنهار الجارية.

نعم، إنّ الإيمان و التقوى يبعثان علىعمران الدنيا و الآخرة بشهادة القرآنالمجيد، و ورد في بعض الرّوايات انّ قومنوح المعاندين لما امتنعوا من قبول دعوتهحلّ عليهم القحط و هلك كثير من أولادهم، وتلفت أموالهم، و أصاب نساءهم العقم، و قلّعندهنّ الإنجاب، فقال لهم: نوح عليهالسّلام: إن تؤمنوا فسيدفع عنكم كل هذهالبلايا و المصائب، و لكنّهم ما اتعظوابذلك و استمروا في غيّهم و طغيانهم حتى حلّالعذاب النهائي.


و يعود نوح عليه السّلام مرّة أخرىلينذرهم، فيقول: ما لَكُمْ لا تَرْجُونَلِلَّهِ وَقاراً «1»، و لا تخافون عقابه وقد خلقكم في مراحل مختلفة: و يقول أيضا: وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْواراً. كنتم في البداية نطفة لا قيمة لها، ثمّصوركم علقة ثمّ مضغة، ثمّ وهبكم الشكلالإنساني، ثمّ ألبسكم لباس الحياة، فوهبلكم الروح و الحواس و الحركة، و هكذا طويتمالمراحل الحنينية المختلفة الواحدة بعدأخرى، حتى‏

1- «الوقار»: الثقل و العظمة، و «ترجون» منأصل رجاء بمعنى الأمل و هو ملازم للخوف، ومعنى الآية لماذا لا تخضعون لعظمة اللّهتعالى.

/ 474