الآيات [سورة نوح (71): الآيات 15 الى 20]
أَ لَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُسَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (15) وَ جَعَلَالْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَ جَعَلَالشَّمْسَ سِراجاً (16) وَ اللَّهُأَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (17)ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَ يُخْرِجُكُمْإِخْراجاً (18) وَ اللَّهُ جَعَلَ لَكُمُالْأَرْضَ بِساطاً (19) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (20)التّفسير
خلقكم اللّه من الأرض كالنبات
كان نوح عليه السّلام يبيّن للمشركينالمعاندين حقائق عميقة و مستدلة، إذ كانيأخذ بهم إلى أعماق وجودهم ليرون حقائقهذه الآيات (كما مرّ في الآيات السابقة) ودعاهم إلى ما خلق اللّه من علامات في هذاالعالم الكبير، فكان يسير بهم إلى تلكالآفاق «1».1- هذا الخطاب تابع لكلام نوح عليهالسّلام، أو أنّها جمل مستقلة و معترضة مناللّه تعالى إلى المسلمين، و هو محل بحثبين المفسّرين، و الكثير منهم يرجح أنيكون ذلك تابعا لكلام نوح عليه السّلام، وسياق الآيات يشير أيضا إلى ذلك، و إذا ماوردت جملة: (و قال نوح) بعد هذه الآيات فإنّها تشيرإلى أنّ نوح عليه السّلام قد انتهى منكلامه مع الناس و توجه بعد ذلك إلى اللّهتعالى ليشكو من قومه.