امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل جلد 19

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

امثل فی تفسیر کتاب الله المنزل - جلد 19

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


و الاختلاف بين هذين اللفظين هو أن أحدهمايتعلق بالجوانب العملية، و الآخربالجوانب العقائدية. و يستفاد من هذه الآيات أنّ العذاب الإلهيإنّما ينزل بمقتضى الحكمة، فمن يكن فاسداو مضللا و لأولاده و نسله لا يستحق الحياةبمقتضى الحكمة الإلهية، فينزل عليهمالبلاء كالطوفان أو الصّاعقة و الزلازلليمحو ذكرهم كما غسل طوفان نوح عليهالسّلام تلك الأرض التي تلوثت بأفعال ومعتقدات تلك الأمة الشريرة، و بما أنّ هذاالقانون الإلهي لا يختصّ بزمان و مكانمعينين، فإنّ العذاب الإلهي لا بدّ أنينزل إذا ما كان في هذا العصر مفسدون و لهمأولاد فجرة كفّار، لأنّها سنّة إلهية وليس فيها من تبعيض.


و يمكن أن يكون المراد بـ يُضِلُّواعِبادَكَ الجماعة القليلة المؤمنة التيكانت مع نوح عليه السّلام، و لعل المرادمنها عموم الناس المستضعفين الذينيتأثرون بالطواغيت. ثمّ يدعو نوح عليه السّلام، لنفسه و لمنآمن به فيقول: رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوالِدَيَّ وَ لِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَمُؤْمِناً وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ وَ لا تَزِدِالظَّالِمِينَ إِلَّا تَباراً. «1»

طلب المغفرة هذا من نوح عليه السّلامكأنّه يريد أن يقول إنني و إن دعوة قوميمئات السنين و لقيت ما لقيت من العذاب والإهانة، و لكن يمكن أن يكون قد صدر منّيالترك الأولى، فلذا أطلب العفو و المغفرةلا أبرئ نفسي أمام اللّه تعالى.

هذا هو حال أولياء اللّه، فإنّهم يجدونأنفسهم مقصرين مع كلّ ما يلاقونه من محن ومصاعب، و لهذا تجدهم غير مبتلين بآفاتالغرور و التكبر، و ليس كالذين يتداخلهمالغرور عند إتمامهم لعمل صغير ما يمنون بهعلى اللّه تعالى، و يطلب نوح عليه السّلامالمغفرة لعدّة أشخاص و هم:

1- «تبار»: تعني الهلاك، و قيل الضرر والخسارة.

/ 474