لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ. «1»
و تصف الآية الاخرى من ينزل العذاب منه، وهو اللّه ذي المعارج فتقول الآية: مِنَاللَّهِ ذِي الْمَعارِجِ، أي صاحب السماءالتي يعرج إليها الملائكة.
«المعرج» جمع «معرج» بمعنى المصعد أوالمكان الذي منه يصعدون، إذ أنّ اللّه جعلللملائكة مقامات مختلفة يتوجهون بها إلىقربه بالتدريج، و قد وصف اللّه تعالى بذيالمعارج.
نعم، الملائكة المأمورون بتعذيب الكفّارو المجرمين، و الذين هبطوا على إبراهيمعليه السّلام، و أخبروه بأنّهم قد أمروابإبادة قوم لوط، و فعلوا ذلك إذ قلبوا بلادأولئك القوم الفاسقين رأسا على عقب.
و هم الذين أمروا كذلك بتعذيب المجرمينالباقين.
و قيل المراد ب- (المعارج) الفضائل والمواهب الإلهية، و قيل المراد بها(الملائكة)، و لكن المعنى الأوّل هو أنسب،و هو ملائم للمفهوم اللّغوي.
ملاحظة
إشكالات المعاندين الواهية!
كثيرا ما نرى في مورد الآيات أو الرّواياتالتي تذكر فضائل أمير المؤمنين عليهالسّلام إصرار البعض إلى حدّ ما في أن يغضّالنظر عنها، أو يقوم بتوجيهها توجيهامحرّفا و يدقق في أمرها بوسوسة بالغة، فيحين أنّ هذه الفضائل لو كانت واردة فيالآخرين لقبلوها بسهولة و بساطة.النموذج الحي الكلام هو الإشكالاتالسباعية التي ذكرها ابن تيمية في
1- (واقع) صفة للعذاب و (للكافرين) صفة ثانيةو (ليس له دافع) صفة ثالثة و قد احتمل أن(الكافرين) له علاقة ب- (العذاب) و إذا كانت(اللام) تعني (على) فإنّها ستتعلق ب- (واقع).