كتابه (منهاج السنّة) في أحاديث مروية فيأسباب نزول الآيات المذكورة و هي:
1- حديث قصّة يوم الغدير بعد رجوع الرّسولصلّى الله عليه وآله وسلّم من حجّة الوداعأي في السنة العاشرة للهجرة، في حين أنّالسورة المعارج من السور المكّية و قدنزلت قبل الهجرة.الجواب: كما بيّنا من قبل فإنّ كثيرا منالسور تسمّى مكّية في حين أنّ بعض آياتهامدنية كما يقول المفسّرون، و بالعكس فإنّهناك سورا مدنية نزلت بعض آياتها في مكّة.
2- جاء في الحديث أنّ (الحارث بن النعمان)حضر عند النّبي في (الأبطح)، و المعروف أنّ(الأبطح)، واد في مكّة، و هذا لا يتفق معنزول الآية بعد حادثة الغدير.
الجواب: إنّ كلمة الأبطح وردت في بعضالرّوايات، لا كلّ الرّوايات، كما أنّالأبطح و البطحاء تعني كل أرض صحراء رمليةو تجري فيها السيول، و كذلك هناك مناطق فيالمدينة تسمّى بالأبطح و البطحاء، و قدأشار العرب إلى ذلك في كثير من أقوالهم وأشعارهم.
3- المشهور أنّ آية: وَ إِذْ قالُوااللَّهُمَّ إِنْ كانَ هذا هُوَ الْحَقَّمِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْناحِجارَةً مِنَ السَّماءِ الجواب: ليس منّامن يقول: إنّ حادثة الغدير هي سبب نزول تلكالآية، بل الحديث هو في آية: سَأَلَ سائِلٌبِعَذابٍ واقِعٍ و أمّا الآية (33) من سورةالأنفال فهي أنّ الحارث بن النعمان قداستخدمها في كلامه، و هذا لا يرتبط بأسبابالنزول، و لكن العصبية المفرطة تجعلالإنسان غافلا عن هذا الموضوع الواضح.
4- يقول القرآن المجيد: وَ ما كانَ اللَّهُلِيُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِيهِمْ وَ ماكانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْيَسْتَغْفِرُونَ الأنفال الآية (33)، تقولالآية: لم ينزل العذاب أبدا ما دام الرسولفيهم.