الآيات [سورة الجن (72): الآيات 16 الى 19]
وَ أَنْ لَوِ اسْتَقامُوا عَلَىالطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْناهُمْ ماءًغَدَقاً (16) لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَ مَنْيُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ يَسْلُكْهُعَذاباً صَعَداً (17) وَ أَنَّ الْمَساجِدَلِلَّهِ فَلا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِأَحَداً (18) وَ أَنَّهُ لَمَّا قامَ عَبْدُاللَّهِ يَدْعُوهُ كادُوا يَكُونُونَعَلَيْهِ لِبَداً (19)التّفسير
الفتنة باغدق النعمة
هذه الآيات تشير ظاهرا إلى استمرار الجنفي حديثهم مع قومهم: (و إن كان بعضالمفسّرين يعتبرون هذه الآية معترضة بينكلام الجن) و لكن اعتراضها خلاف الظاهر، وسياق هذه الآيات يشابه السابقة و الذي كانمن كلام الجن، و لذا يستبعد أن يكون هذاالكلام هو لغير الجن. «1»1- من الملاحظ أنّ السبب الوحيد الذي دعاالمفسّرين إلى أن يعتبروا هذا الكلام منكلام اللّه تعالى و أنّها جملة اعتراضيةهو ضمائر (المتكلم مع الغير) ففي موضع يقول:لأسقيناهم ماء غدقا، و في موضع آخر يقول:لنفتنهم فيه، و لكن لا ضمير عند ما نعتبرهذه التعابير من باب النقل، كما لو تحدثشخص عن صاحبه فيقول: إنّ فلانا يعتقد بأنّيشخص حسن، (بالطبع هو لم يستعمل كلمة (أنا) وإنّما استعمل كلمة (هو) و لكن القائل يختارمثل هذا التعبير).