[المجلد العشرون]
نهاية تجربة و بداية تجربة اخرى
ها نحن بفضل اللّه و منّه و توفيقه فينهاية المطاف مع «التّفسير الأمثل»، بعدجولة في كتاب اللّه استغرقت خمسة عشر عاما:و من المناسب أن يكون لنا مع القارئالكريم، الذي رافقنا في هذه الرحلةالطويلة، حديث نستعرض فيه عصارة تجربتنامع هذا التّفسير على أن يكون مفيداللسائرين على طريق الدراسة و التعمّق فيالقرآن الكريم.1- خلال جولتنا في رحاب كتاب اللّه ازددناتفهّما لما ورد في الحديث الشريف بشأن وصفالقرآن، بل تلمّسنا هذه الأوصاف بكلّوجودنا، و رأينا بأم أعيننا. من ذلك ماورد عن النّبي عليه أفضل الصلاة و السّلامأنّه قال في القرآن: «له نجوم، و على نجومهنجوم، و لا تحصى عجائبه و لا تبلى غرائبه،فيه مصابيح الهدى، و منازل الحكمة». «1»و عن علي بن موسى الرضا عليه السّلام أنّهفي جواب من سأله: ما بال القرآن لا يزدادعلى النشر و الدرس إلّا غضاضة؟قال: «لأنّ اللّه تبارك و تعالى لم يجعلهلزمان دون زمان و لا لناس دون ناس، فهو فيكلّ زمان جديد و عند كلّ قوم غض إلى يومالقيامة». «2»نعم: إنّه الشجرة الطيبة التي تُؤْتِيأُكُلَها كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّها وهو البحر
1- بحار الأنوار، ج 89، ص 17.2- المصدر السابق، ص 15.