في بعض الكتب الإلهيّة «1»: إنّ اللّهتعالى يقول: و عزتي و جلالي لأقطعنّ أملكلّ مؤمّل عن غيري باليأس، و لألبسنه ثوبالمذلّة عند الناس، و لأجنّبنّه من قربي،و لابعّدنّه من وصلني، و لأجعلنّه متفكّراحيران، يؤمّل غيري في الشدائد، و الشدائدبيدي. و أنا الحيّ القيّوم.و يرجو غيري و يطرق بالفكر أبواب غيري وبيدي مفاتيح الأبواب و هي مغلقة و بابيمفتوح لمن دعاني.
الركن الثاني في المستعاذ به
هذا مما ورد في الكتاب «2» و الحديث «3» علىوجهين: أحدهما أن يقال:أعوذ باللّه.و الثاني أن يقال:أعوذ بكلمات اللّه.فاعلم إنّ المراد بكلمة اللّه هي مفادقوله: إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْءٍ إِذاأَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْفَيَكُونُ [16/ 40] فقوله و كلمته ليس من جنسالأصوات و الحروف، كما انّ ذاته و صفاتهليستا من جنس الأجسام و الكيفيات بل وليستا من جنس الجواهر و الأعراض.بل قوله و كلامه و أمره- كما مر فيالمفاتيح «4»- وجود صرف مفارق عقلي فكلماتههي1) راجع الحديث مفصلا في الكافي: بابالتفويض الى اللّه و التوكل عليه: 2/ 66.2) فإذا قرأت القرآن فاستعذ باللّه منالشيطان الرجيم: 16/
8.3) الترمذي: كتاب الدعوات، باب ما يقول إذانزل منزلا: 5/ 496.4) راجع الفاتحة الثالثة و الرابعة منمفاتيح الغيب.