تفسیر کتاب اللّه المنزل جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تفسیر کتاب اللّه المنزل - جلد 1

ناصر مکارم شیرازی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

موجودات مقدسة روحانية أمريّة هي وسائطبين اللّه و بين الأكوان الخلقية، و بهانفاذ علمه و قدرته و سريان مشيته و إرادتهفي الكائنات بحيث يستحيل أن يعرض له مانعأو عائق.

و قد مر في المفاتيح إن كلامه الأمري واجبالامتثال، و أمره التكويني حتميّ القبوللازم السمع و الطاعة، و لا شك إنه لا يحسنالاستعاذة باللّه إلا لكونه حكيما متقنافي الأفعال، نافذ المشيّة قاهرا فيالأقوال و إنما وقع الاستعاذة بكلماتاللّه التي هي من عالم الأمر و النور منالشرور، لأنها بريئة من كل شر و قصور و آفةو دثور، بخلاف ما في عالم الخلق فإنالأجسام و ما يتعلق بها ممنوّة بالآفات والشرور فوجب الاستعاذة من شرّ ما خلق بمافي عالم الأمر.

فقوله عليه السلام: أعوذ بكلمات اللّهالتامات كلّها من شرّ ما خلق استعانة منالأرواح البشرية بالأرواح العاليةالمقدسة في دفع شرور الأرواح الخبيثةالظلمانية الكدرة.

و الدليل على أن المراد بكلمات اللّه هيالوجودات العقلية المحضة الإلهيةّ إنّهاقد وصفت بالتامّات فإنّ الموجود إما ناقصأو مستكف أو تامّ أو فوق التمام فالأول هوكالأجسام و ما يحلّها. و المستكفي كالنفوسالفلكية و نفوس الأنبياء عليهم السلام ماداموا في هذه العالم حيث انّها لم يفتقر فيكمالها إلى سبب خارج عن مقوّم ذاتها. والتامّ هو كالعقول المفارقة، حيث لم يكنلها كمال مرتقب و تمام منتظر، و إنّما تمامكل منها معه و غايته لا يفارقه و هو مبدعهاو منشئها و المتكلم بها. فاللّه جلّت وعظمت كلمته فوق التمام و غاية الغاية إذ بهتمام كل شي‏ء و حيوة كل حيّ و نور كل ذي ضوءو في‏ء و دواء كل مرض و عيّ.

و هاهنا دقيقة و هي إنّ الجسمانيات-جواهرها و أعراضها القارة و غيرها وطبائعها و آثارها الطبيعية- لا تكونحدوثها إلّا تدريجيا شيئا فشيئا. كالحركةالتي هي الخروج من القوة إلى الفعل يسيرايسيرا فأما الإبداعيات فإنما يحصلتكوّنها و خروجها إلى الفعل دفعة كما قالوَ ما أَمْرُنا إِلَّا واحِدَةٌ كَلَمْحٍبِالْبَصَرِ [54/ 50] و متى كان الأمر كذلك‏

/ 510