بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
يحبّ أحدهما و اسمه جبرئيل و روح القدس وروح الأمين و هو عنده محبوب مطاع مكين ويبغض الآخر و اسمه إبليس و هو اللعينالمنظر إلى يوم الدين.ثمّ أحال الإرشاد و التعليم إلى جبرئيلفقال قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِمِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ [16/ 102] و قال:يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلىمَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ [40/ 15] و قال:عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوى ذُو مِرَّةٍفَاسْتَوى [53/ 5- 6] و أحال الإغواء والإضلال على إبليس فقال: ليضلّهم عن سبيله«1».و الهداية: تبليغ العباد و سياقتهم إلىغاية الحكمة، فانظر كيف نسبها إلى العبدالذي أحبّه.و الإغواء: استيقافهم دون بلوغ غايةالحكمة. فانظر كيف نسبه إلى العبد الذي غضبعليه مع انّه لا فاعل و لا حاكم إلّا هو كماقال: وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاهافَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها [91/ 7-8] و هذا محض العدل و حسن الترتيب في النظام.و لهذا الأمر يوجد لك في الشاهد مثالفالملك إذا كان له عبدان و يريد أن يسقيهأحدهما و يكنس الآخر فناء منزله عنالقاذورات، لا يفوّض سقي الشراب الطيّبإلّا إلى أحسنهما و أطيبهما منظرا وأحبهما إليه، و لا يعيّن للكنس إلّاأقبحهما صورة و أخسّهما و لا ينبغي لك أنتقول: هذا فعلي، فلم يكن فعله على مذاقفعلي فإنّك أخطأت إذا أضفت ذلك إلى نفسك بلهو الذي صرفك و داعيتك لتخصيص الفعلالمكروه بالشخص المكروه. و الفعل الحسنبالشخص المحبوب إتماما للعدل، فإنّ عدلهتارة يتمّ بما لا مدخل لك فيها. و تارة يتمّفيك أو بما لك فيه مدخل فإنّك أيضا منأفعاله.فداعيتك و علمك و قدرتك و سائر أسبابحركتك في التعيين هو فعله الذي رتّبهبالعدل و الحكمة ترتيبا يصدر منه الأفعالالمعتدلة إلّا انّك لا ترى إلّا نفسك،فتظنّ إنّ ما يظهر عليك في عالم الشهادةليس له سبب من عالم الغيب و الملكوت فلذلكتضيفه إلى نفسك. 1) و يريد الشيطان أن يضلهم ضلالا بعيدا [4/60].