بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فكذلك جعل في الآخرة النار دواء كالكيّ منداء و أيّ داء أكبر من الكبائر فدفعبدخولهم يوم القيمة داء عظيما أعظم منالنار و هو البعد عن حضرته كما في الحدودالدنياويّة وقاية من عذاب الآخرة.و أما النوع الثاني و هو التطهير فمثالهلو أنّ ذهبا مزّج برصاص و نحاس لمصلحة لايمكن حصولها إلا بالمجموع ثم إذا انقضىالوقت المراد لأجله هذا الجمع و التركيب وحصل المطلوب و قصد تميز الذهب ممّا مازجهمن غير جنسه، لا بدّ و أن يجعل في النارالشديدة لينفرد الذهب عن غير جنسه، و يظهركماله الذاتي و يذهب ما جاوره مما لم يطلبلنفسه و إنّما أريد لمعنى فيه يتّصلبالذهب، و قد اتّصل كماء الورد كان أصلهماء فعاد إلى أصله لكن بمزيد عطريّة وكيفيّات مطلوبة.و هكذا الأمر في الغذاء توصله الغاذية ويضمّه إلى الإنسان فإذا استخلصت الطبيعةمنه المراد رمت بالثفل إذ لا غرض فيه وإليه الإشارة بقوله تعالى لِيَمِيزَاللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلىبَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاًفَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولئِكَهُمُ الْخاسِرُونَ [8/ 37].و قال أيضا في هذا المعنى ببيان أوضح وأتمّ تفصيلا أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهافَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياًوَ مِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِيالنَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍزَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُاللَّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ فَأَمَّاالزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّاما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِيالْأَرْضِ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُالْأَمْثالَ لِلَّذِينَ اسْتَجابُوالِرَبِّهِمُ الْحُسْنى الآيات، فتدبّر.ففيها تنبيهات شريفة على أحوال أهل قبضةالغضب و أهل قبضة الرحمة «1». 1) لتعلم ان الوجه في ذلك ان مياه النفوسخلقت من منبع واحد كما قال: «خلقكم