بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سورة البقرةمدنيّة إلّا آية منها، و هي قوله تعالى وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فيه- إلىآخر الآية- [2/ 281] فإنّها نزلت بمنى في حجّةالوداع.عدد آياتها مائتان و ستّ و ثمانون.الحمد للّه مبدع الوجود و فائض الخير والجود الذي أبدع العالم الأعلى بالقول والكلام، و أنشأ كتاب الصنع و الإيجاد علىغاية النظام و هيئة التمام. فأفاد الكلمات(213) التامّات و بسائط الموجودات و الحروفالعاليات قبل كتابة المركّبات بمدادالموادّ على ألواح مقادير الاستعدادات،الذي جعل العرش المحيط أول ما نشأ من هذاالعالم كالقلب الذي هو أول ما يتكوّن ويتحرّك، و آخر ما يسكن من عالم الإنسان.فاستوى عليه باسمه الرحمن استواء الروحعلى القلب المتكوّن من الأركان.و ثانيه كرسيّه (214) الذي وسع السموات والأرض فأجرى فيها (215) ما جرى به القلمالأعلى في اللوح الكريم جريا إلى يومالقيمة على حسب كلام المشيّة (216) (217) و حروفالإرادة و قول