بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فاعلم إنّ اللّه جعل للهواء الخارج منالصدر بعد نزوله إليه من القلب ثمانية وعشرين مقطعا للنفس يظهر في كلّ مقطع حرفامعيّنا ما هو عين الآخر، ميّزه القطع معكونه ليس غير النفس.فالعين واحدة من حيث إنّها نفس و كثيرة منحيث المقاطع، و هي امور عدميّة كما انّامتياز الوجودات الخاصّة ليست بأمر زائدعلى حقيقة الوجود الانبساطي الفائض منالحق تعالى. بل امتيازها عنها و امتيازبعضها عن بعض، ليس إلا من جهة مراتبالنقصانات و التنزّلات اللازمةللمعلوليّة، فليس التفاوت بينها إلّا منجهة الكمال و النقص و التقدّم و التأخّر والقرب و البعد من العلّة الاولى.فكذلك حال الحروف الصوتيّة الإنسانيّةالمنقسمة إلى ثمانية و عشرين حرفا.لأن الكرسيّ و هو فلك المنازل- و مثالهالصدر فينا- منقسم باعتبار المنازل والأمكنة للسيّارات الفلكيّة- من الكواكب وأرواحها و نفوسها المتحرّكة بأمر اللّهالمتردّدة على حسب ما حملها اللّه منأحكام الوحي و الرسالة إلى خلقه- إلىثمانية و عشرين منزلا.و لك أن تستشكل هذا بما قد ورد في الخبر عن رسول اللّه صلى اللهعليه وآله: إنّ المنزل عليه تسعة و عشرونحرفا، و ما أنزل اللّه على آدم إلّا تسعة وعشرين حرفا، و إنّ لام ألف حرف واحد قدأنزله اللّه عزّ و جل على آدم في صحيفةواحدة و معه ألف ملك، و من كذب و لم يؤمن بهفقد كفر بما أنزل اللّه على محمد صلى اللهعليه وآله و من لم يؤمن بالحروف- و هي تسعةو عشرون- فلا يخرج من النار أبدا.فاعلم إنّ هذا غير مناقض لما ذكرنا من كونالحروف ثمانية و عشرين فإنّ الألف اللينةليس كسائر الحروف متعيّنة بتعيّن خاصّ وحيّز مخصوص و مخرج مشخّص، بل هي بحقيقتهاالهوائيّة سارية في جميع التعيّناتالحرفيّة، فكأنّها ظلّ للوحدة الإلهيّةالسارية في وحدات الأكوان الوجوديّة.