ذلِكَ الْكِتابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدىًلِلْمُتَّقِينَ (2) «ذلك» اسم مبهم يشاربه إلى البعيد، فإنكان اشارة إلى ما في اللوح المحفوظ (246) أوإلى القرآن باعتبار كونه في اللوح المحفوظلقوله تعالى: وَ إِنَّهُ فِي أُمِّالْكِتابِ لَدَيْنا [43/ 4] سواء كان الماسما للقرآن أو السورة أو مقسما به، كمااخترناه فيكون اشارة إلى البعيد كما هوالرسم.و أما إذا جعل إشارة إلى الم و أوّلبالمؤلف من هذه الحروف، أو فسّر بالسورةأو القرآن الموجود بين أظهرنا ففي الإشارةإلى القريب (247) الحاضر بما يشار إلى البعيدالغائب لا بدّ من وجه.و قد ذكروا فيه وجوها:أحدها: إنّه وقعت الإشارة إلى الم بعد ماسبق التكلّم به و تقضّى و المتقضّى في حكمالمتباعد.و ثانيها: إنّه لمّا وصل من المرسل إلىالمرسل إليه وقع في حد البعد عنه.و ثالثها: إنّ القرآن و إن كان حاضرا نظراإلى ظاهره و صورته، لكنّه غائب نظرا إلىأسراره و معانيه لاشتماله على علوم عظيمةو حكم كثيرة يتعسّر إطّلاع القوّةالبشريّة عليها، بل يتعذّر في هذه النشأةفيجوز أن يشار إليه كما يشار إلى البعيدالغائب.و رابعها: إنّ اللّه تعالى و عد رسوله صلىالله عليه وآله عند مبعثه أن ينزل عليهكتابا لا يمحوه الماء (248)، و هو صلى اللهعليه وآله أخبر امّته بذلك و يؤيّده قوله:إنّا سنلقى عليك