بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و كذا قوله تعالى: وَ أَمَّا ثَمُودُفَهَدَيْناهُمْ فَاسْتَحَبُّواالْعَمى عَلَى الْهُدى [41/ 17] بمنزلةقولك: شوّقناهم فلم تشتاقوا و علّمناهمفلم تعلموا، ليس بمناف لكون الهداية بمعنىالدلالة الموصلة- على ما حقّقناه.فقوله: هدى للمتّقين، معناه إنّهمالمهتدون بأنوار الكتاب و المنتفعونبآياته دون غيرهم، و إن كانت دلالته عامّةلكل ناظر من مسلم و كافر و صالح و فاجر.و بهذا الاعتبار قال: هدى للنّاس، أولأنّه لا ينتفع بالتامّل فيه و التدبّر فيآياته إلّا من صفى صفحة باطنه و تطهّر وجهسرّه عن كدورات الأوهام الفاسدة و الآثامالمظلمة، و استعمله في مطالعة الآياتالإلهيّة و الأنوار الربّانية و النظر فيالمعجزات النبويّة و العلوم الوهبيّة،لأنّه كالغذاء الصالح لحفظ الصحّةالبدنيّة، فإذا تناوله البدن الذي ليسبالنقيّ لا يزيده إلا شرّا و وبالا و سقماو نكالا كما قاله بعض الأطباء.و إليه أشار بقوله: وَ نُنَزِّلُ مِنَالْقُرْآنِ ما هُوَ شِفاءٌ وَ رَحْمَةٌلِلْمُؤْمِنِينَ وَ لا يَزِيدُالظَّالِمِينَ إِلَّا خَساراً [17/ 82].
فصل في التقوى
أصله و قوى قلبت الواو تاء كالتراث أصلهوراث، فالأصل في المتّقين: الموتقيينمفتعلين من الوقاية.و الاتّقاء في أصل اللغة، الحجز بينالشيئين، يقال اتّقاه بالترس أي جعلهحاجزا بينه و بينه.و الوقاية فرط الصيانة سواء كان في أمردنيوي أو أخروي لكن لمّا وقع المتّقي فيعرف الشرع في معرض المدح فلن يكون متّقياإلّا من اتّقى عمّا يضرّه في الآخرة و لهمراتب ثلاث: