بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
ترتيبه، و تتصوّر العناية (259) و كيفيتها وتتحقّق انّ الذات المفيدة للكلّ أيّ وجوديخصّها و أيّة وحدة تخصّها، و إنّها كيفتعرف حتى لا يلحقها تكثّر و تغيّر بوجه منالوجوه، و كيف تترتّب نسبة الموجوداتإليها.ثمّ كلما ازداد الناظر استبصارا، ازدادللسعادة استعدادا و كأنّه ليس يتبّرأالإنسان عن هذا العالم و علائقه إلا أنيكون أكدّ العلاقة مع ذلك العالم، فصار لهشوق إلى ما هناك و عشق لما هناك، فصدّه عنالالتفات إلى ما خلفه جملة، و نقول أيضا:إنّ هذه السعادة لا تتمّ إلّا بإصلاحالجزء العملي من النفس. انتهى كلامه.و هذه التي ذكرها من المعارف التي لا بدّللإنسان الكامل الايمان أن يعرفها هيبعينها من المقاصد التي يستفاد وجوبمعرفتها عقلا من الآيات القرآنية والأحاديث النبويّة، على تغاير فيالاصطلاح، لا في اصول المقاصد.و كذا قوله: إنّ هذه السعادة لا تتمّ إلابإصلاح الجزء العملي (260). يدلّ على أنّالايمان لا يتمّ إلّا بأن يكون مشفوعابالأعمال الصالحة، من الطاعات و العبادات.كالقيام و الإمساك عن الطعام و بذل المالللفقراء، و المجاهدة مع أعداء الدين، وزيارة بيت اللّه و حضور مناسك المسلمين، وغير ذلك ممّا ورد في الشريعة الحقّة. فإنّإصلاح الجزء العملي (261) الذي غايتها قطععلائق الدنيا و الأغراض النفسانيّة لايمكن إلّا بالعمل الصالح.فالعمل الصالح و إن لم يكن داخلا في ما هوالمقصود من الايمان كما توهّم، إلّا انّهلا بدّ منه في حصول حقيقة الايمان، أيالنور القلبي الذي إذا حصل للإنسان يصيربصيرا بالأمور الغيبيّة و الحقائقالملكوتيّة الغائبة عن مشاهدة الحواسّ.