بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فاعلموا إنّ الإنسان و هو أشرف الأكوانلمّا كان في أوّل تكوّنه في حدود السفالة والنقصان لكونه حاصلا من طبائع العناصر والأركان كسائر أنواع الحيوان و هي فيمراتب التسفّل بالنسبة إلى سائر الجواهر والأعيان إلّا أنّ في ذاته قوّة الترّقيإلى حدّ الكمال و الارتقاء إلى أنوارالمبدإ المتعال و المهيمن الفعّالمتخلّصا من الشّر و الوبال صائرا أحدسكّان عالم النور متنعّما بنعيم الآخرة والسرور، فلم يجز في العناية الإلهيّةإهماله في مراتع الشّهوات كالديدان والحشرات من غير هدى، و تعطيله عمّا خلقلأجله و أن يترك سدى.و قد علم إنّ لكلّ شيء كما لا يخصّهلأجله خلق، و فعلا يتمّمه إذا له وفّق. وكمال الإنسان بإدراك المقامات الإلهيّة ونيل المعارف الكليّة العقلّية مع التّجردعن المحسوسات المادّية و الزهد عنالدنيّات الدنيويّة و الخلاص عن أسرالدّواعي النفسانيّة و الانطلاق عنالقيود الشّهويّة و الغضبيّة. و هذه مما لايتيسّر إلّا بالهداية و التعليم و التهذيبو التقويم، فبعث اللّه عزّ و جل رسولاهاديا معلّما، و أنزل إلينا كتابا إلهيّامحكما فيه جوامع العلوم الإلهيّة والأسرار الربانيّة و السنن و الآدابالعمليّة و الأحكام السياسيّة، و نزّلهمنجّما على حسب المصالح و الأوقات. فجعلهسورا و آيات، كلّ سورة من سوره بحر مملوّمن جواهر المعاني و البيان، بل فلك محشوّمن كواكب الحقائق و الأعيان. و كلّ آية منآياته صدفة مكنونة فيها درر ثمينة قيمةكلّ منها روح الإنسان بل دريّ يتلألأ فيسماء النبوّة و الولاية و العرفان. فينبعثمن لمعانه نور الهدى و حيوة الايمان. سيّماهذه السورة المشتملة مع و جازتها علىمجامع آيات القرآن و جمل أسرار المبدإ والمعاد و أحوال الخلائق يوم الآخرة عندالرحمن. فاسمعوا بأسماع قلوبكم قرائة آياتاللّه و لينفذ في بواطنكم أنوار معجزةرسول اللّه فاتّقوا اللّه و أطيعوا كلمتهبقلوب صافية و بصائر مجلوّة و مرائي نقيّةعن الرين و الغشاوة، و اسمعوا حكمته واقبلوا قوله بنفوس سليمة عن الأمراضالنفسانيّة و أسماع واعية خالية عن أقاويلالمبتدعة الضالّة المضلّة الحائلةكالسحاب بين صفحة الباطن و نور شمسالحقيقة فمن لم يتّصل أنوار كلام الحقّبطباعه أو لم يتحرّك بخواطره نحوه