بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و اعلم إنّ الوجه في انتظام هذه الآية وتعلّقها بما قبلها، انّ الجملة في محلّالرفع بالخبرية إذا جعل أحد الموصولينمفصولا عن المتّقين، فوقع الابتداء إمّابالّذين يؤمنون بالغيب، أو بالذين الثانيمع صلته، و ذلك لأنه لمّا قيل: هدىللمتّقين، فكأنه سئل: ما بالهم خصّوابذلك؟ فوقع الجواب بقوله: الّذين يؤمنون،إلى قوله: أولئك هم المفلحون. معناه إنّالموصوفين بهذه الصفات أحقّاء بأن يكونوامختصّين بالهدى و الفوز على الفلاح.و يحتمل الاستيناف، فلا يكون لها محلّ منالإعراب. فكأنّه نتيجة للاوصاف و الأحكامالمتقدّمة، أو جواب عن سؤال كأنه قيل: مابال الموصوفين بهذه الصفات اختصّوابالهدى؟ فأجيب بأنّ مثلهم حقيق دون غيرهمبالهدى عاجلا و بالفلاح آجلا.و إيراد اسم الإشارة في هذا المقام أبلغمن أن يستأنف بإعادة الاسم وحده، لأنّ ذلكبمنزلة إعادة الموصوف بجميع صفاتهالمذكورة، فكان فيه ذكر المقتضي للحكمبخلاف هذا و في تكريره تنبيه على أنّاتّصافهم بالصفات المذكورة يقتضي كل واحدمن الأمرين: الهدى و الفلاح، على سبيلالاستقلال، و أنّ كلّا منهما كاف فيتميّزهم عن غيرهم.و توسيط العاطفة هاهنا و عدم توسيطها فيقوله تعالى أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْهُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَلاختلاف الحكمين هاهنا و اتّحادهما هناك،فإنّ التسجيل عليهم بالبهمية و بالغفلةشيء واحد فكانت الجملة الثانية مقررةللأولى فهي من العطف بمعزل.و هم إمّا فصل، و له فائدتان: تميز الخبرعن الصفة و تخصيص المسند بالمسند إليه.أو مبتدأ و «المفلحون» خبره و الجملة خبر«أولئك».و معنى التعريف في «المفلحون» الدلالةعلى أنّ المتّقين الموصوفين بتلك الصفات،هم الذين بلغك انّهم من اهل الفلاح، والمفلح هو الظافر بالمطلوب كأنه الذيانفتحت له وجوه الظفر و كذا المفلج بالجيم-و هذا التركيب و ما يشاركه في الفاء والعين دالّ