بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
توقّد بينهم نيران العداوة و البغضاء إلىيوم القيمة، فيلعن بعضهم بعضا، و يكفّربعضهم و يطعن بعضهم على بعض بحرقة فيقلوبهم و ألم في نفوسهم، كما حكى اللّه عنأهل الجحيم بقوله: كُلَّما دَخَلَتْأُمَّةٌ لَعَنَتْ أُخْتَها [7/ 38] و قالوارَبَّنا هؤُلاءِ أَضَلُّونا [7/ 38] يعني: منكان بينهم رئيسا و مقتدا في رأيهم فيالضلال، و قيل لهم فَذُوقُوا الْعَذابَبِما كُنْتُمْ تَكْسِبُونَ [7/ 39].و بظهور هذه الآراء الفاسدة و البدعالخبيثة و الأهواء الرديّة انطمس أهلالحقّ و ضاع السير الفاضلة و غابت العلومالإلهيّة من بين الخلق، و صارت كأن لم يكنشيئا مذكورا.و هذه الآراء و الأهواء كثيرة كلّها منهذا القبيل، و ستعلم وجه بطلانها مع هذهالشهرة العظيمة للقائلين بها و الرواج لهاحيث ترى الكتب الكلامية و غيرها مشحونةبذكرها و ذكر نظائرها و نسبة قائلها إلىالفضل و البراعة و الخوض في تحقيق اصولالشريعة و فروعها بهذه الكلمات الواهية والآراء العاطلة.فكانوا يتصدّرون في المجالس و يتفاخرونعلى الأماثل و يعيّنون بالأنامل، وبضاعتهم في العلم و المعرفة و رأس مالهم فيالفضيلة بأمور [امور- ظ] لا تفيد علما و لاتنتج فائدة.مثل كلامهم في الطفرة و التفكيك، و سكونالمتحرّك، و التداخل، و شيئية المعدوم وإعادته. و نفي الجزء و إثبات الخلأ، وإنكار الروح، و نفي التوحيد، و إثباتالكثرة على اللّه، و تجويز الرؤية له، وخلق الأعمال، و نفي القدرة عن العبد و نفيالوجود الذهني، و انكار عالم الملكوت والنشأة الباقية، و جوهرية الطعوم والروائح بل رؤيتها- إلى غير ذلك من المسائلالمموّهة المزخرفة التي لا حقيقة لها و لاوجود إلا في الأوهام الكاذبة، لا تصحّلمدع فيها حجة و لا لسائل عنها برهان.و ثلّة من الأولين منهم قد بقوا في هذاالزمان، شاهدناهم يخوضون في الثواني والمعقولات، و هم لا يعرفون الأوائل والمحسوسات، و يتعاطون البراهين من غيرممارسة