بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الجبر «1» تكذب نفسك في ترك الأسباب،فإنّي أراك في وقت حديثك معي في تركها ورميها يأخذك العطش، فتترك كلامي و تجريإلى الماء فتشرب منه لتدفع بذلك المالعطش، و كذلك إذا جعت تناولت الخبز، وعاينتك «2» أن لا تتناوله بيدك حتى تجعل فيفيك، فما حصل في فمك مضغته و ابتلعته. فمااسرع ما أكذبت به نفسك بين يدي.و كذلك إذا أردت أن تنظر إلى شيء افتقرتإلى فتح عينك. فهل فتحها إلّا سبب «3» فكيفتنفي الأسباب بالأسباب؟ أ ترضى لنفسك بهذهالجهالة؟ فالأديب الإلهي العالم من اثبتما أثبته اللّه في الموضع الذي أثبته، وعلى الوجه الذي أثبته «4»، ثمّ تكذب نفسكفي عبادة ربّك. أ ليست عبادتك سببا فيسعادتك و أنت تقول بترك الأسباب؟ فلم لاتقطع العمل.أ رأيت أحدا من رسول و لا نبيّ و لا وليّ ولا مؤمن و لا كافر و لا شقيّ خرج قطّ عن رقّالأسباب مطلقا- أدناها التنفّس؟ فيا تاركالسبب لا تتنفّس، فإنّ التنفّس سبب لحيوتكفامسك نفسك حتّى تموت فتكون قاتل نفسكفتحرم عليك الجنة. و إذا فعلت هذا فأنت تحتحكم السبب ...».«فما اظنّك عاقلا إن كنت تزعم أن ترفع مانصبه اللّه و أقامه علما مشهودا، و دع عنكما تسمع من كلام أهل اللّه فإنّهم لميريدوا بذلك ما توهّمته، بل جهلت ماأرادوا بقطع الأسباب، كما جهلت ما أرادالحقّ بوضع الأسباب. و لقد ألقيت بك علىمدرجة الحقّ و أتيت لك الطريقة التي وضعهالعباده و أمرهم بالمشي عليها فاسلك وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ وَمِنْها جائِرٌ وَ لَوْ شاءَ لَهَداكُمْأَجْمَعِينَ. 1) المصدر: و أراك في الحين.2) المصدر: غايتك.3) المصدر: فهل فتحتها الا بسبب.4) أضيف في المصدر: و من نفى ما نفاه اللّهفي الموضع الذي نفاه اللّه و على الوجهالذي نفاه اللّه.