بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و أمّا انّه لا يكون ممتنعا فظاهر، و إلّالكان مرجّح الوجود مرجّحا للعدم، و هومحال. و إذا بطل القسمان فثبت أنّ عند حصولمرجّح الوجود يكون الأثر واجب الوجود عنالمجموع الحاصل من ذلك القدرة و من ذلكالمرجّح.و إذا عرفت هذا، كان خلق الداعية موجبةللكفر أو الأمر الجبلّي الموجب له، ختماعلى القلب و منعا عن قبول الايمان، فهذا هوالسبب الفاعلي و الذي ذكرنا في الفصلالمتقدّم هو السبب الغائي لوجود الختم وأشباهه، كالطبع و الرين و الغشاوة و الصممو البكم و غيرها، فإنّه تعالى لما حكمبأنّهم لا يؤمنون، ذكر عقيبه ما يجري مجرىالسبب الموجب له، لأنّ العلم بالعلّة يفيدالعلم بالمعلول و العلم بذي السبب لا يكملإلّا من جهة العلم بسببه، فهذا قول من أضافجميع المحدثات إلى اللّه على ترتيبالأسباب و المسبّبات، و أمّا الأشاعرة،فهم بمعزل عن ذكر المرجّح و العلّة هاهنا،لانكارهم القول بالعلّة و المعلول مطلقا.
فصل [اقوال المعتزلة في المراد من الختم]
و أمّا المعتزلة فلما لم يجوّز و أبناءعلى أصولهم خلق الكفر و ما يشبهه و مايستدعيه من قبل اللّه تعالى، لا يجوزعندهم إجراء هذه الآية على ظاهرها منالمنع من الايمان، سيّما و قد ذمّ اللّهكفارا قالوا: إن على قلوبنا أكنانا و غطاءو في آذاننا وقر فقد التجأوا إلى حمل الختمو الغشاوة على امور اخرى. قالوا «1»: لأنإسناد الختم إلى اللّه- مع كونه دالّا علىالمنع من قبول الحقّ و التواصل إليه بطرقه-إسناد أمر قبيح إليه تعالى، و اللّهيتعاظم ممّن فعل القبيح علوّا كبيرا لعلمهبقبحه و علمه بغناه عنه، و قد نصّ علىتنزيه ذاته عنه بقوله:وَ ما أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ [50/ 29]وَ لكِنْ كانُوا هُمُ الظَّالِمِينَ [42/ 76]إِنَّ اللَّهَ لا يَأْمُرُ بِالْفَحْشاءِ[7/ 28] و نظائر ذلك، فذكروا «2» في الآيةوجوها من المحامل 1، 2) الأقوال منقولة من تفسير الرازي 1/ 272،و الكشاف 1/ 121.