فصل [عذاب الكفار و خلودهم في النار]
اتّفق أهل الإسلام على أنّه يحسن من اللّهتعذيب الكفار، و قال بعضهم لا يحسن، أمّاالفرقة الاولى، فمستندهم ادلّة سمعيّةكالكتاب و الخبر و الإجماع، و أمّا الفرقةالثانية فمستندهم دلائل عقليّة «1».الأول: انّه سبحانه هو الخالق للدواعيالتي توجب المعاصي و ذلك لحكمة النظام ومصلحة الخلائق لما مرّ من أنّ الناس لوكانوا كلّهم صلحاء مؤمنين خائفين من عقاباللّه، لاختلّ نظام الدنيا و بطل أسبابالمعيشة، و لما بيّنا انّ صدور الفعل عنقدرة العبد يتوقّف على انضمام الداعية منالعلم و الإرادة و غيرها و بعد انضمامالداعي يجب صدور الفعل و حصول الداعي ليسبقدرته و إلّا لكان للداعي داع آخر و يعود1) الادلة الستة المذكورة من تفسير الرازي:1/ 276 الى 278.