بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و ليس من هذا القبيل اتّحاد المعاني والأعيان الكليّة بحقيقة الوجود إذ لا يمكنلها ضرب آخر من الوجود معرّى عن الوجود أومنحازا عنه لا في نفس الأمر و لا عند العقل.فالمعيّة بين ذات اللّه و أسمائه الحسنىليست كالمعيّة بين العرضي و الذاتي، فضلاعمّا هو بين العرض و الجوهر (9) و لا كمعيّةالذاتيات في المهيات الامكانية لأن الحقّليس ذا مهية كلية بل حقيقته ليست إلا وجودامقدسا بسيطا صرفا لا اسم له و لا رسم و لاإشارة إليه إلا بصريح العرفان و لا حدّ له(10) و لا برهان عليه إلا بنور العيان و هوالبرهان على كلّ شيء و الشاهد في كل عينفمعنى كون أسمائه و صفاته عين ذاته كما مرّإنّ الذات الأحديّة بحسب نفس هويّتهالغيبيّة و مرتبة إنيّته الوجوديّة مع قطعالنظر عن انضمام أيّ معنى أو اعتبار أيّأمر كان بحيث يصدق في حقّه هذه الأوصافالكماليّة و النعوت الجماليّة و يظهر مننور ذاته في حد ذاته هذه المحامد القدسية ويتراءى في شمس وجهه هذه الجلايا النوريّةو الأخلاق الكريمة العليّة و هي في حدودأنفسها مع قطع النظر عن نور وجهه و شعاعذاته لا ثبوت لها و لا شيئيّة أصلا فهيبمنزلة ظلال و عكوس تتمثّل في الأوهام والحواسّ من شيء و كذلك حكم الأعيانالثابتة و حكم المعاني الذاتيّة لكلّموجود.فجميع الأعيان المعقولة و الطبائع الكليةما هي عند التحقيق إلّا نقوش و علاماتدالّة على أنحاء الوجودات الإمكانية التيهي من رشحات بحر الحقيقة الواجبيّة وأشعّة شمس الوجود المطلق و مظاهر أسمائه وصفاته و مجالي جماله و جلاله، و أمّا نفستلك الأعيان و المهيات منحازة عن الوجوداتالخاصّة فلا وجود لها أصلا لا عينا و لاعقلا. بل أسماء فقط كما في قوله: إِنْ هِيَإِلَّا أَسْماءٌ سَمَّيْتُمُوهاأَنْتُمْ وَ آباؤُكُمْ ما أَنْزَلَاللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ [53/ 23].و لعلّ الكلام انجرّ إلى ما لا يطيق سماعهأسماع الأنام و يضيق عن فهمه نطاق الأفهام.