بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و هو المسمّى عندهم بالكسب.قلت: لو انكشف لك الغطاء، لعرفت إنّالإنسان في عين الاختيار مجبور فهو إذنمجبور على الإختيار و إنّه مضطرّ في صورةمختار. و هذا كما ورد في الحديث الذي مرّ ذكره عن الصادقعليه السلام «1»: «لا جبر و لا تفويض بل أمربين أمرين» و هذا معنى ما قيل:الوجوب بالاختيار لا ينافي الإختيار بليؤكّده، يعنى: إنّ الاضطرار في الاختياريؤكّد وجود الاختيار، لأن الشيء ما لميجب وجوده لا يوجد، فالاختيار أيضا منجملة الأشياء الممكنة التي في وجودها أنيصير أولا واجبا حتّى يتحقّق، و إذا وجبالاختيار حتّى يوجد، فقد سبقه الاضطرارالمؤكّد لوجوده.و إن أردت أن تفهم معنى الاختيار، فإنّأكثر الناس جاهلون بمعناه فلنشرح إيّاهشرحا وجيزا فنقول: لفظ الفعل يطلق فيالإنسان على ثلثة أوجه، إذ يقال: الإنسانيكتب بالإصبع و يتنفّس بالرئة و الحنجرة،و يخرق الماء إذا وقف عليه بجسمه، فهذهأنحاء من أفاعيله في هذا العالم- عالمالشهادة- و له ضروب اخرى من الفعل في عالمالغيب ليس هذا المقام موضع بيانه، فإذنينسب إليه هاهنا الخرق في الماء و التنفّسو الكتبة، و هذه الثلاثة في حقيقةالاضطرار و الجبر واحد و لكنّها تختلفوراء ذلك في امور اخرى، فاعرب لذلك عنهابعبارات ثلاث: فسمّى خرقه للماء- عند وقوعهعلى وجهه- فعلا طبيعيا، و سمّى تنفّسه فعلاإراديّا و سمّيت كتبته فعلا اختياريّا، والجبر ظاهر في الفعل الطبيعي لأنه مهماوقف على وجه الماء انخرق لا محالة فيكونالخرق بعد التخطّى من سطح الماء إلى الماءضروريا و التنفّس في معناه، فإن نسبة حركةالحنجرة إلى ارادة التنفّس كنسبة خرقالماء إلى ثقل البدن، فمهما كان الثقلموجودا وجد الانخراق بعده و ليس الثقلإليه، فكذلك ليست الإرادة و لذلك إذا قصدعين الإنسان 1) مضى في ص: 343.