بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فكما إنّ أصحاب الأصنام الجسميّة يعبدونما عملتها أيديهم فكذلك أصحاب الإعتقاداتالجزئية في حقّ الحقّ يعبدون ما كسبتهاأيدي عقولهم فحقّ عليهم و على معبودهمقوله أُفٍّ لَكُمْ وَ لِما تَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ [21/ 67] و كذا قولهإِنَّكُمْ وَ ما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِاللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ [21/ 98].و ابن الزبعري «1» لقصوره عن إدراك هذاالمعنى، اعترض (15) على رسول اللّه صلى اللهعليه وآله بأنّه قد عبدت الملائكة والمسيح و لم يعلم هو و من في مرتبته إنمعبود عبدة الملائكة و المسيح هو من عملالشيطان و أمّا الكمّل من العرفاء فهمالذين يعبدون الحقّ المطلق المسمى باسماللّه من غير تقييد باسم خاصّ و صفة مخصوصةفيتجلى لهم الحقّ المنعوت بجميع الأسماء وهم لا ينكرونه في جميع التجلّياتالأسمائية و الأفعاليّة و الآثاريّةبخلاف المحجوب المقيّد الذي يعبد اللّهعلى حرف فإن أصابه خير اطمانّ به و إناصابته فتنة انقلب على وجهه.و ذلك لغلبة أحكام بعض المواطن و احتجاببعض المجالي عن بعض في نظره و من هذاالاحتجاب ينشأ الاختلاف بين الناس فيالعقائد فينكر بعضهم بعضا و يلعن بعضهمبعضا. و كلّ أحد يثبت للحقّ ما ينفيه الآخرو يظنّ ما يراه و يعتقد غاية الإجلال والتعظيم له تعالى و ينكر غير ذلك و قد أخطأو أساء الأدب في حقّ الحقّ و هو عند نفسهانّه قد بلغ الغاية في المعرفة و التأدّب وكذلك كثير من أهل التنزيه لغلبة أحكامالتجرّد عليهم فهم محتجبون كبعض الملائكةبنور التقديس و هم في مقابلة المشبّهةالمحتجبة بظلم التجسيم كالحيوانات.و أمّا الإنسان الكامل فهو الذي يعرفالحقّ بجميع المشاهد و المشاعر و يعبده فيجميع المواطن و المظاهر فهو عبد اللّهيعبده بجميع أسمائه و صفاته و لهذا سمّيبهذا 1) هو عبد اللّه بن الزبعرى السهمي منالشعراء المعاصرين للنبي (ص)، راجع ذكرشبهته و جواب النبي (ص) عنها في سيرة ابنهشام: 1/ 359.