بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و اما الرابع: فهو كالفقر في الدنيا والجهل و العذاب في الآخرة.إذا عرفت هذا فنقول: قد ذكرنا إنّ النفس فيالدنيا ضروريّ نافع و بانقطاعه حصل الموتو كذا المعرفة في الآخرة فلو زالت عن القلبلحظة لهلك لكن الموت الأول أسهل من الثانيلأنه لا يتألّم فيه إلّا ساعة واحدة و أماالموت الثاني فإنّه يبقى عذابه أبد الآبادو كما انّ النفس له أثر ان: إدخال النسيمالطيّب على القلب و إبقاء اعتداله وسلامته و إخراج الهواء الفاسد المحترق عنالقلب، كذلك الفكر له أثران أحدهما إيصالنسيم البرهان إلى القلب الحقيقي و إبقاءاعتدال الإيمان و المعرفة عليه و الثانيإخراج الأهوية الفاسدة المتولّدة منالشبهات عنه و ما ذلك إلّا بأن يعرف انّهذه المحسوسات متناهية في مقاديرها تنتهيبالأخرة إلى الفناء بعد وجودها و أنّ وراءهذا العالم عالم إليه مرجع نفوسناالمطهّرة عن شوائب الأدناس و الأرجاس ليسفي ذلك العالم دثور و لا فناء بل كلّه حيوةو بقاء. و من وقف على هذه الأحوال بقي آمنامن الآفات واصلا إلى الخيرات و المبرّات وبكمال معرفة هذا الأمر ينكشف لعقلك انّكلّ ما وجدته و وصلت إليه فهو قطرة من بحاررحمة اللّه و ذرّة من أنوار إحسانه فعندذلك ينفتح على قلبك معرفة كون اللّه تعالىرحمانا رحيما و انّه مبدأ الخيرات كلّها ومعطى جلائل النعم و دقائقها و سوابقالمنافع و لواحقها.
فصل [اتصافه تعالى بالرحمة]
قد ذكر «1» في توجيه وصفه تعالى بالرحمة ومعناها التعطّف و الحنو و منها الرحملانعطافها على ما فيها انه مجاز عن إنعامهعلى عباده و قيل: إنّ أسماء اللّه تعالىإنّما أخذت باعتبار الغايات التي هيالأفعال و الآثار لا باعتبار مباديها التيتكون انفعالات هذا 1) الكشاف: في تفسير البسملة: 1/ 36.