بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
حاجة العبد إلى الاستعاذة باللّه فيإزالة الشبهات و دفع الأغاليط و الوساوس والشكوك و لا يكفى في ذلك أصل الفطرة و لااستعمال القوانين الميزانية فكم منالأكياس و المحقّقين و العلماء المشهورينبالفضل و البراعة رأيناهم قد بقوا في شبهةواحدة طول عمرهم و لم يعرفوا الجواب عنها وظنّوا علما يقينيا و برهانا جليا ثمّالمبيّن بنور الكشف و شواهد الربوبية خلافما زعموه و مضادّ ما تصوّروه و إذا جاز ذلكعلى البعض، جاز على الكل.كيف و لو لا هذا السبب لما وقع بين أهلالأديان اختلاف في الملل و المذاهب و لماافترقت أمة رسول اللّه- صلى الله عليهوآله- على ثلاثة و سبعين فرقة، و الناجيةمنها واحدة.و لما زعم كلّ واحدة منهم إنّهم همالناجية، و إنّ غيرهم في النار و ذلك لأنكل أحد إنما يقصد لنفسه أن يحصل له الدينالحقّ و الإعتقاد الصحيح و أن أحدا لا يرضىلنفسه بالجهل و الكفر فلو كان الأمر بحسبسعيه و إرادته لوجب كون الكل محقّينصادقين سيّما المواظبين على استعمالالفكر و الرويّة، الهاربين عن الخلل والقصور، و لو على الشذوذ و الندور.و حيث لم يكن الأمر كذلك- و نجد المحقّينعلى جنب المبطلين كالشعرة البيضاء في جلدبقرة سوداء- علمنا إنّه لا خلاص من هذهالظلمات إلّا بإعانة إله الأرض و السمواتفما أشدّ احتياج الإنسان بالاستعاذة إلىواهب الحكمة و العرفان و خالق الإنس والجان و لهذا إنّه تعالى أمر نبيّه- صلىالله عليه وآله- بالاستعاذة بربّه في قولهوَ قُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزاتِالشَّياطِينِ [23/ 97] فهذه الاستعاذة مطلقةغير مقيدة بحالة مخصوصة. و أما قوله فَإِذاقَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْبِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجِيمِ[16/ 98] فهي استعاذة منه.و تحقيق هذا المقام يحتاج إلى بسط فيالكلام لينكشف إن لكلّ أحد و في كلّ حالة ومقام شيطانا مخصوصا يجب الاستعاذة منه