ورد في الحديث «1»: إنّ للّه أرضا (37) بيضاءمسيرة الشمس فيها ثلاثون يوما هي مثل أيامالدنيا ثلثون مرّة مشحونة خلقا لا يعلمونإنّ اللّه يعصى في الأرض و لا يعلمون إنّاللّه خلق آدم و إبليس.و إليه الإشارة بقوله تعالى يَوْمَتُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِفكذلك حكم الراحم حيث يصحبه هاهنا رقّةالقلب لخصوصية المادّة لا لضرورة المعنىالموضوع له، ألا ترى (38) انّ أفاعيلالإنسان سيّما النفسانية صادرة من النفس وإطلاق الأسماء المشتقّة منها عليها علىسبيل الحقيقة دون المجاز؟ فإذا نسبتالرحمة إلى النفس و حكم عليها بأنّهاراحمة لم يكن عند أهل اللغة مجازا مع إنّهاجوهر غير جسماني فاستقم في هذا المقامفإنّه من مزالّ الأقدام و كن متثبّتا علىصراط التحصيل غير منحرف إلى جانبي التشبيهو التعطيل و اللّه الهادي إلى سواء السبيل.
مكاشفة
اعلم طن رحمة اللّه وسعت كل شيء وجودا ومهيّة فوجود الغضب ايضا من رحمة اللّه علىعين الغضب فعلى هذا سبقت رحمته غضبه، لأنّالوجود عين الرحمة الشاملة للجميع كما قالسبحانه وَ رَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّشَيْءٍ و من جملة الأعيان1) جاء ما يقرب منه الدر المنثور: 6/ 130.