بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و وضع عليه موائد كرمه التي لا تتناهى فقدكشف عن صفات كماله و نعوت جلاله و أظهرهابدلالات عقليّة تفصيليّة غير متناهيةفإنّ كلّ ذرّة من ذرّات الوجود يدل عليها ولا يتصوّر في العبارة مثل هذه الدلالاتكما وقع التنبيه عليه في الحديث المنقولسابقا فايجاده تعالى كل موجود هو الحمدبالمعنى المصدري بمنزلة التكلّم بالكلامالدالّ على الجميل و نفس ذلك الموجود هوالحمد بالمعنى الحاصل بالمصدر، فإطلاقالحمد على كلّ موجود صحيح بهذا المعنى، وكما ان كل موجود حمد فهو حامد أيضالاشتماله على مقوّم عقليّ و جوهر نطقيّكأرباب الأنواع (42) و ملائكة الطباع وغيرهم كما تقرّر في موضعه و لذلك عبّر فيالقرآن عن تلك الدلالة العقليّة منهبالنطق في قوله تعالى: أَنْطَقَنَااللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ[41/ 22].و كذلك جميع الموجودات من حيث نظامهالجملي حمد واحد و حامد واحد لما قد ثبتانّ الجميع بمنزلة إنسان واحد كبير لهحقيقة واحدة و صورة واحدة و عقل واحد و هوالعقل الأول (43) الذي هو صورة العالم وحقيقته و هو الحقيقة التمامية المحمديّةفأجلّ مراتب الحمد و أعظمها هي المرتبةالختميّة المحمديّة القائمة بوجود الخاتم(ص) من حيث وصوله إلى المقام المحمودالموعود في قوله عَسى أَنْ يَبْعَثَكَرَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً فذاتهالمقدّسة أقصى مراتب الحمد التي حمد اللّهبها ذاته و لذلك خصّ بلواء الحمد و سمّىبالحمّاد و الأحمد و المحمود من مشتقّاتالحمد كما قيل.و لا يخفى عليك إنّ القول بأنّ حقيقته صلىالله عليه وآله أقصى مراتب الحمد لا ينافيكونه بحسب وجوده العنصري أحد أجزاء العالمالكبير من حيث انّ دلالة جميع الموجوداتعلى جميل صفات اللّه (على جميع صفات اللّه-ن) تعالى أقوى من دلالة موجود واحد هو جزءالعالم عليه و ذلك لأنّ الإنسان الكامل لهأطوار متفاوته و نشآت متنوّعة فله صلىالله عليه وآله جميع المقامات (44) و النشآتففي وقت و مقام له