بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و كلّما كان الرجل أفضل و أجلّ، و مقامهأعلى و أكمل، كان شيطانه أقوى و أغوى وأضلّ و له في لطائف الحيل وجوه أدقّ وأخفى، و عن طريق الاستقامة أعوج، و عن سننالاهتداء أميل، و عن رؤية الحقّ أحول و لماكان مقام قراءة الوحي و سماع الآيات أجلّالمقامات وقع الأمر بالاستعاذة باللّهفيه عن شيطان معروف بالبعد و الطرد عن جنابالأحديّة فلهذا صار منعوتا بصيغةالمبالغة في المرجوميّة.
اشارة كشفيه [يجب الاستعاذة دائما]
قد انكشف لأرباب البصائر النورية إنّ هذاالبدن بحسب مشاعره و روازنه يشبه الجحيم وأبوابه، و انكشف إنّه جلس على أبواب هذاالجحيم تسعة عشر نوعا من الزبانية و هيالحواسّ الخمس الظاهرة، و الخمس الباطنة،و قوّتا الشهوة و الغضب و القوى السبعالطبيعية و كلّ واحدة من هذه التسعة عشر وإن كان واحدا بالجنس، إلّا إنّه يدخل تحتكل واحدة منها أفراد لا نهاية لها بحسبالشخص و العدد و اعتبر ذلك في القوّةالباصرة فإن الأشياء التي تقوى الباصرةعلى إدراكها أمور غير متناهية، و يحصل منإبصار كل واحد منها أثر خاصّ في القلب، وذلك الأثر يجرّ القلب عن أوج عالمالروحانيّات إلى حضيض عالم الجسمانيّات. وإذا عرفت ذلك ظهر انّ مع كثرة هذه العلائقو العوائق كيف يتيسّر للقلب خلاص عن هذهالظلمات الشاغلة له عن عالم الأنوارالإلهيات إلّا باعانة اللّه و إغاثته وجذبه. و لهذا قيل: جذبة من جذبات الحقّتوازي عمل الثقلين.و لمّا ثبت انّه لا نهاية لجهات نقصاناتالعبد و درجات فقره و فتوره و قصوره، كمالا نهاية لكمال رحمة اللّه و قدرته و مبالغعنايته و حكمته ثبت انّ الاستعاذة باللّهواجبة في كلّ الأوقات عقلا، كما يجب سمعافيجب علينا في أول كل قول و عمل، و مبدأ كللفظة و لحظة أن نقول ضميرا او لسانا: أعوذباللّه من الشّيطان الرجيم.