يا خالق الأشياء في نفسه
تخلق ما لا ينتهى كونه
من وسع الحقّ فما ضاق عن
خلق فكيف الأمريا سامع
انت لما تخلقهجامع
فيك فأنت الضيّقالواسع
خلق فكيف الأمريا سامع
خلق فكيف الأمريا سامع
ما وسعني أرضي و لا سمائي و لكن وسعني قلبعبدي المؤمن.(54)
تنبيه [في ان العالم دائم الحدوث]
ذكر البيضاوي «1» إنّ فيه دليلا على أنّالممكنات كما هي مفتقرة إلى المحدث حالحدوثها فهي مفتقرة إلى المبقي حال بقاءهابناء على ما ذكر سابقا انّ معنى التربيةتبليغ الشيء إلى كماله شيئا فشيئا.و أقول: ليس فيه دليل على ذلك إذ الشيءالتدريجي لما كان حصوله على هذه الوجهفجميع زمان وجوده هو بعينه زمان حدوثهفالنامي مثلا زمان نموّه من أول نشؤه إلىمنتهى كماله المقداري هو زمان حدوث مقدارهالحاصل له شيئا فشيئا، و كفعل الصلوة فإنزمانه من لدن أول تكبيرة الافتتاح إلى آخرتسليمة الاختتام كلّه وقت الحدوث لا وقتالبقاء (55). نعم فيه دليل على أن العالمتدريجيّ الحصول متدرج في التكوّن1) البيضاوي: تفسير سورة الحمد: 4.