بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و لهذا اقتصر إدراكها على ما يخصّها و لايتجاوز عنه إلى المحسوسات الأربع الباقيةو لخلوص القوّة المتخيّلة عن هذهالكيفيّات المحسوسة كلّها أدركت الجميع وأحضرتها لأنّ جوهر النفس الخياليّة غيرمبصرة و لا مسموعة و لا مشمومة و لا مذوقة ولا ملموسة و لها قوّة قبول هذه الأشياءكلّها فلا جرم تقبلها كلّها.و منها: إنّ ملكة العدالة النفسانية التيهي عبارة عن توسّط النفس الإنسانيّة فيالشهوة بين الفجور و الخمود و في الغضب بينالجبن و التهوّر و في القوّة الإدراكيّةبين الجربزة و البلاهة لمّا كانت بمنزلةكون النفس خالية عن الاتّصاف بهذه الصفاتالستّة التي كلّ منها هيئة نفسانيّة شاغلةإيّاها إذا كانت راسخة عن طلب الحقّ و سلوكالآخرة صارت بسببها مستعدّة للكمالالعلمي، لأنّها عند انكسار هذه القوى وانقهارها عن طلب مشتهياتها و مقتضياتهاتخلص عن انقيادها و طاعتها فيقع لها بقوّةعقلها الهيولاني- هيئة استعلائيّة عليها وقوّة نوريّة استعداديّة لطاعة الحقّ وانقياده و قبول أنوار المعارف الإلهيّة وأسرار المقاصد الربوبيّة فيصير عقلهالمنفعل علّامة بالحق مطيعا للّه تعالى.فإذا علمت حال هذه الأمثلة فقس عليها حالالسالك العارف باللّه عند عدم التفاته بماسواه و عند كونه غير مشغول السرّ بغيراللّه و غير متبجح بزينة ذاته من حيث هيذاته و إن كانت بصورة المعرفة و هيئةالعبوديّة بل مع غيبته (80) عن ذاته و غيبتهعن غيبة ذاته و فنائه عن فنائه و حينئذيكون باقيا ببقاء اللّه (81) فوق ما كانباقيا بابقاء اللّه (82) كما كان قبل الوصولو هذا هو مقام الفناء في التوحيد و المحو وإليه الإشارة بقوله: إيّاك نعبد.فإذا بقي في هذا المحو و لم يرجع إلى الصحوكان مستغرقا في الحقّ محجوبا بالحقّ عنالخلق كما كان قبل ذلك محجوبا بالخلق عنالحقّ لضيق وعائه الوجودي و امتناع قبولهالتجلّي الذاتي الشهودي فكذلك الموجود فيمقام هذا التجلّى و الشهود احتجب