بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و أقول: لمّا علمت إنّ أشرف مراتب الإنسانبما هو إنسان و أجلّ مقاماته تحصيل نسبةالإمكان و الافتقار إليه سبحانه بالعبادةو العبوديّة و لهذا قدّم ذكر العبوديّةعلى ذكر الرسالة في قولك: أشهد انّ محمداعبده و رسوله (87) و ذلك لأن الاولى عبارة عننسبة العبد إليه تعالى و الثانية عبارة عننسبته إلى الخلق فالاولى يكون أقدم منالثانية بالشرف و إن كان الرسول أفضل منالوليّ لكونه جامعا للمنزلتين جميعافكذلك الكلام هاهنا فإنّ العبادة لكونهاوسيلة إلى الحقّ أشرف من الاستعانة لكونهاوسيلة إلى الخلق.و اعلم إنّ في تقديم العبوديّة علىالرسالة في التشهّد وجها آخر و هو إنّ لكلّمن الولاية و النبوّة حدوثا و بقاءفالولاية أقدم حدوثا و أدوم بقاء منالرسالة فناسب التقدم الوضعي للتقديمالزماني.
وجه آخر
قيل لما نسب المتكلم العبادة إلى نفسهكأنّه أوهم ذلك تبجحا بزينة ذاته من جهةنسبة العبادة و اعتدادا منه بما يصدر عنه.فعقّبه بقوله إيّاك نستعين ليدل على أنالعبادة أيضا مما لا يتمّ و لا يستتبّ إلّابمعونة منه و توفيق و قيل الواو للحال. (88)