قوله جل اسمه: [سورة الفاتحة (1): آية 6]
اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) الهداية لغة الإرشاد بلطف و لهذا يستعملفي الخير لا في الشر و قوله تعالى:فَاهْدُوهُمْ إِلى صِراطِ الْجَحِيمِ[37/ 23] يحتمل أن يكون على سبيل التحكّم (89) (90)و منه الهديّة و هوادي الوحش (91)لمقدّماتها و الفعل منه هدى.و قيل: معناه الدلالة على ما يوصل إلىالمطلوب و نقض بقوله إِنَّكَ لا تَهْدِيمَنْ أَحْبَبْتَ [28/ 56] و قيل: بل الدلالةالموصلة إلى المطلوب و هو أيضا منقوضبقوله وَ أَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْناهُمْفَاسْتَحَبُّوا الْعَمى عَلَىالْهُدى [41/ 17] و الحمل على المجاز في كلمنهما و الحقيقة في الاخرى متصوّر.و قيل: إنّه تارة يتعدّى بنفسها و تارةباللام أو بإلى كما في قوله تعالى: إِنَّهذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَأَقْوَمُ [17/ 9] و قوله: وَ إِنَّكَلَتَهْدِي إِلى صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ [42/52] و معناه على الاول الإيصال و علىالأخيرين إرائة الطريق.و في الكشاف «1»: إنّ أصله أن يعدى باللامأو إلى فعومل معاملة «اختار» في قولهتعالى:وَ اخْتارَ مُوسى قَوْمَهُ [7/ 155].و الصراط: الطريق الواضح المتّسع و أصلهالسين لأنه من سرط الطعام إذا ابتلعهفكأنه يسرط السابلة «2» و لهذا سمّي لقمالأنّه يلتقمهم فمن قرء بالسين كابن كثيربرواية قنبل و رويس عن يعقوب راعى الأصل، ومن قرء بالصاد فلما بين الصاد و الطاء منالمواخاة في1) الكشاف: في تفسير الاية: 1/ 53.2) السابلة: المارة.