بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الملائكة و الروح، فتحتاج الى علمالتوحيد الذي سلكه جميع الأنبياء من لدنآدم الى الخاتم عليه و عليهم السلام، واليه الغرض في بعثة نبينا صلى الله عليهوآله، هذه سبيله و سبيل من اتبعه الى يومالقيامة لقوله تعالى: قُلْ هذِهِ سَبِيلِيأَدْعُوا إِلَى اللَّهِ عَلى بَصِيرَةٍأَنَا وَ مَنِ اتَّبَعَنِي [12/ 108].فبينك أيها الغافل و بين ما خلقت لأجلههذه المفاوز العظيمة و الاودية الشاقّة والعقبات الشاهقة، و أنت لم تفرغ من أدنىالعقبات و هي معرفة نفسك، ثم تدعي بوقاحتكمعرفة الرب و تقول: عرفته و عرفت قدرته وخلقه- ففيما ذا تفكر؟ و الى ما ذا تطلع؟ و هذه غاية القصور و نهاية الغرور، فارفع-قبل أن يستحكم فيك هذا الجهل المركّب ويترسخ هذا الغرور المعجب- رأسك الى السماءو انظر فيها نظر اولى العلم و الدراية والحكمة- لا نظر البهائم الى الدولاب والدعامة- و في كواكبها و في دورانها علىالدوام و دؤوبها على الاستمرار في طاعةاللّه الملك العلام من غير فتور فيحركاتها، و من غير تقصير في سعيها و سيرهاو لا تغيير في نسقها و سنّتها، بل يجرىجميعا في منازل مرتبة بحساب مقدر لا يزيد ولا ينقص، الى أن يطويها اللّه طي السجللكتاب.ثم انظر كيفية أشكالها، فبعضها على صورةالحمل و الثور، و بعضها على صورة الأسد والعقرب، و بعضها على صورة البشر من الراميو التوأمين، و ما من صورة في الأرض الا ولها مثال في السماء.ثم انظر الى عظمة مقدارها و قوة قواها وشدة أنوارها و كثرة آثارها و قد اتفقالناظرون في علم الهيئة على أن الشمس مائةو نيّف و ستون أمثال الأرض و في الاخبار مايدل على عظمة الكواكب التي نراها، أصغرهاهي مثل الأرض