بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
الحقائق، و أكثر الناس غلبت عليهمالجسميّة و الكثافة و النفاق و الشيطنة، وكلاهما حجاب، الا أن الاول من باب النقصالواقع بسبب التجسم في أول الفطرة، والثاني من باب المرض المزمن الطاري.فإذا تقرر ذلك فاعلم أن القول قولهلَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ [32/ 13]و هو عبارة عن حكمه القضائي و تقديرهالازلي بأن نظام هذا العالم و عمارته وقوامه و وجود العلماء المهتدين، وعبوديتهم لا ينتظم و لا يصلح الا بأن يكونفي العالم نفوس غلاظ و قلوب قاسية، وشياطين انسية مكارة بحسب ما غلب عليهم منطاعة الشهوة و الغضب، و خدمة الهوى والتردي الى أسفل درك جحيم الدنيا وَلِذلِكَ خَلَقَهُمْ وَ تَمَّتْ كَلِمَةُرَبِّكَ لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ [11/119] فيتوجّهون بتلك الدواعي و الاغراضالخسيسة الى عمارة الدنيا و السعي فيطلبها و الإخلاد اليها و العمل لأجلها، منالزراعة و العمارة و إخراج القنوات وتحصيل المزروعات و صنعة المكاسب الدنيّة والصنائع الكثيفة، كالحجامة و الكنس والحياكة و غير ذلك، و سبيل عمارة الدنياغير سبيل عمارة الاخرة من تلطيف السربالتقوى و تنوير الروح بالعلم و الهدى،الا ترى الى قوله تعالى في الحديث القدسي: «انى جعلت معصية آدمسببا لعمارة العالم» و في الحديث: «ان اللّه يؤيد هذا الدينبالرجل الفاجر».و قد اوردنا هذه المعاني و الدلائل فيتفسير سورة السجدة «1» عند قوله تعالى: وَلَوْ شِئْنا لَآتَيْنا كُلَّ نَفْسٍهُداها وَ لكِنْ حَقَّ الْقَوْلُ مِنِّيلَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنَالْجِنَّةِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِينَ [32/13].و من تأمل في وضع الدنيا و أسبابها علم أنالتعيّش لا يتصور الا بأن يكون أكثر الناسغليظة الطبائع، دنيّة الهمم، بعيدة عنتذكر الدار الاخرة و عالم 1) تفسير سورة السجدة: 93 من الطبعة الحديثة.