بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
أفعالهم، و يظهر له يقينا أن الجماعةالمتشبّهين بالعلماء- المكبّين علىالدنيا و أغراض النفس و الهوى- بمعزل عندرجة أهليّة أهل العلم و التوحيد، و همبمراحل عن أهل اللّه و رضوانه بعيد، فهم فيواد و أهل دين اللّه في واد.فهؤلاء أهل التضاد و العناد، كما أن أولئكأهل التوحيد و الحرية و التفريد و ذلكلتقيّدهم بعالم الحركات و التغيّرات، منالأجسام المتضادة الصور و المواد،المتقلبة في أحوالها، كالحدوث و الزوال والكون و الفساد، و الحيوة و الموت، و النومو اليقظة، و الصحة و المرض، و القدرة والعجز، و اللذة و الألم و الراحة و التعب،و الشهوة و الغضب، و ذلك لتقيّدهم بذواتهمالمستحيلة، و هو يأتهم الكائنة الفاسدة، وعلومهم الجزئية المتغيّرة، بحيث لميرتقوا عن خصوصيات هوياتهم و لم يخرجواقدما عن عتبة باب أبدانهم العنصريةبنفوسهم الوهميّة.و إذ لا نجاة لشخص من نفسه و شخصه فكيفلوازمه و حالاته فهم محترقون بنارالانقلابات و حرقة الشهوات كُلَّمانَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْناهُمْجُلُوداً غَيْرَها لِيَذُوقُواالْعَذابَ [4/ 56] و اي عذاب أشد من أن يكونمتعذبا من نفسه معاقبا بمعصية هي ذاته ووجوده؟ كما قيل: «وجودك ذنب لا يقاس بهذنب» فلا جرم يكونون أبدا في الجحيم بينامور متضادة كالسموم و الزمهرير يترددونفي الهاوية بين طرفي التضاد، لما بيّنافيما مر أن الهاوية من سنخ هذه الدار يبرزيوم القيامة على الأشرار: وَ بُرِّزَتِالْجَحِيمُ لِلْغاوِينَ [26/ 91] كما برزتاليوم على الأخيار، لقوله: وَ بُرِّزَتِالْجَحِيمُ لِمَنْ يَرى [79/ 36] فمن كانيتعذب تارة بأحد الضدين و تارة بالآخر:لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَالنَّارِ وَ مِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ [39/ 16]: