«الطمس على العين» اشارة الى ازالةالاستعداد عنهم لادراك الحقائق بالبصيرةالباطنية، و هي القوة العاقلة النظرية،كما أن «المسخ على مكانتهم»- و هو اجمادهمفي مرتبتهم التي كانوا عليها من النقص-اشارة الى قلب فطرتهم الانسانية بحسبالقوة العملية المستعدة لسلوك سبيل الحقبفعل الخيرات و اقامة الصلوة و الزكاة الىفطرة الدواب و الانعام، التي ليست لها قوةالارتقاء الى ملكوت السماء.و الحاصل ان أهل الكفر و الاحتجاب و أصحابالضلال و العذاب و ان كانوا في أصل الفطرةمستعدين لادراك طريق الحق القويم، و قوةالمشي على الصراط المستقيم، الا أنهملانكارهم و جحودهم آيات اللّه و معالمدينه و حكمته طمست عقولهم النظرية وعيونهم الفطرية، فصاروا من جملة الشياطينالمردودين الى أسفل السافلين، و مسخوابحسب قوتهم العملية فصاروا قردة و خنازير،فلو راموا أن يستبقوا الى الطريقة العامةالتي لكل أحد أن يسلكها الى مقصده الذييناسبه بحسب أصل الفطرة- و هي الشريعةالعامة التي بها نجاة كل أحد- لم يقدروا، وتعابا عليهم أن يبصروا و يعلموا جهةالسلوك فيها من علوم المعاملات و المسائلالضروريّات- فضلا عن غيره من علومالمكاشفات-.و مع قطع النظر عن كون السلوك متوقفا علىالبصيرة فصاروا لكثرة اعتيادهم كالدواب والانعام بالتوطن في عالم الاجرام، وانحباسهم كالحشرات في قعر أرض البدنممسوخين على مكانتهم التي كانوا عليها،مجمودين في عالم الصورة غير مستطيعينمضيّا الى عالم الرحمة و النجاة لفقدالآلة و ضعف البنية و مسخ