بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
في نظر العقول البشرية، الا أن لكل مادةمن المواد يتصور بينها و بين أيّة صورةشريفة أو خسيسة تراد- امور متوسطة متلاحقةمتفاوتة في القرب و البعد الى تلك الصورة،و يكون لحوق تلك الأمور واحدا بعد آخرمقربا لها من الفاعل الواهب للصور، وطريقا منها مؤديا الى قبول القدرة من خالقالقوى و القدر، تسلكه و تنتقل اليه من درجةالى درجة، حتى تصل الى مرتبة يشتد بهاالاستعداد لقبول تلك الصورة، و تتقرب بهامن المعطى الجواد، فلكل شيء طريق خاص الىاللّه تعالى إذا سلكه يصل الى رحمته و فيضوجوده إذ وجوده منبع كل الكمالات والخيرات- و لكل وجهة هو موليّها.فقوله: «وَ هُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ»اي انه سبحانه عالم بكيفية خلق كل شيء وبالطريق التي يتهيّا بها وجوده، فيسببأسبابه من تلك الطرق، فيوجده بعد تحصيلأسبابه، ففيه اشارة الى احاطة علمه بطرقتأدية الأشياء الى ما قدّر لها في القضاءالسابق، فيعلم طريق كل أحد الى سعادته وخيره، و طريق كل أحد الى شقاوته و ضره، الاأن الاول منوط بتوفيقه و تسديده، و الثانيمترتب على ما كسبته أيدي الناس عندانحرافهم عن الصراط بمتابعة الناس والوسواس.
اشارة اخرى
هي ان الإنسان لا يحيط علمه بجميع وجوهالمناسبات بين الأشياء، فلو أجتمعالعقلاء و جمعوا عقولهم في أن يدركوا جهةالمناسبة بين المغناطيس و جذبه للحديد لماقدروا على إدراكها، فعلم ان في الطبيعةعجائب غريبة، و للقوى العالية الفعالة والقوى السافلة المنفعلة اجتماعات واتفاقات على أشياء نادرة، فلكل معلولأسباب خفيّة لا يعلمها الا اللّه.و الإنسان لجهله بوجود الأسباب و وجوهالمناسبات بين كلّ حادث و