بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و ما يطرأ عليها من الصور لا يعلمها الاهو، فيجب على المكلف أن يؤمن بما أخبر بهالصادق المصدق عن ربه.و مما يؤيد هذا الوجه و يؤكده تعقيب هذهالاية بما يتلوها و هو قوله سبحانه:
سورة يس (36): آية 80
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِالْأَخْضَرِ ناراً فَإِذا أَنْتُمْمِنْهُ تُوقِدُونَ (80) فان المنكر للمعاد لما مثّل لاثبات مدعاهمن استحالة أن يبعث الإنسان بمثال يتعجببه، و ذلك هو تكون الإنسان من العظمالبالي، فضرب اللّه مثالا آخر في مقابلةمثاله بكون تكوّن ما يتكون منه أعجب و أبعدفي نظر العقل مما يتعجب هو منه، و مع ذلكفهو أمر معلوم مشاهد لا يمكن لاحد إنكاره،فذكر من بدائع خلقه و عجائب فطرته مثالانقداح النار من الشجر الأخضر، و هو أمرعجيب الشأن كثيرا، فان النار مضادة للماءبكلتا كيفيتيه، لحرارتها و برودته ويبوستها و رطوبته، فينطفى عند وصوله اليهافكيف تتولد هي منه.فلو قيل لاحد: ان الشجر الرطب المطفيللنار يتولد منه نار محرقة له، و ان النارتنقدح من الشجر الأخضر، و انها من الزنادالتي تورى بها الاعراب و أهل البوادي كماأذعن به ابتداء، فالمرخ و العفار منالأشجار لها هذه الخاصية يقطع منهماغصنتان مثل السواكين، و هما خضراوان يقطرمنهما الماء، فيتخذ الرجل وقوده منهما ويسحق «المرخ» و هو الرجل على «العفار» و هيأنثى فتنقدح له النار بإذن اللّه.و قيل: في كل شجر نار إذا احتاج الإنسان حكبعضه ببعض فيخرج منه النار، و في أمثالالعرب: «في كل شجر نار و استمجد المرخ والعفار».