بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لو فرض أن يرتفع عن النفس الاشتغالبأفاعيل سائر القوى المحركة و المدركة، وتزول انفعالات الحواس الظاهرة عنها، وتكون قواها منحصرة في الخيال و التصوير،تكون الصور التي تتصورها حينئذ بقوتهاالخيالية و تشاهدها بباصرتها الباطنية فيغاية ما فيها من قوة الوجود و ترتب الأثر،و تكون هي أقوى خطرا عن هذه المحسوساتبكثير.و كما تكون تلك القوة يومئذ قوة باصرةتكون هي بعينها قوة فعالة، فتصير قوةواحدة من النفس عند قيامها عن شوائب هذهالدار فاعلة و مدركة معا من غير تغاير- لابالذات و لا بالاعتبار- فتكون مشاهدةالنفس لتلك الصور عين قدرتها عليها، كماهو مذهب الإشراقيين في علم الواجب من أنعلمه بالموجودات راجع الى بصره الذي هوعين قدرته عليها.
الأصل السادس
ان اللّه تعالى قد خلق النفس الانسانيةبحيث يكون لها اقتدار على إنشاء الصورالباطنة عن الحواس، و كل صورة صادرة عنفاعلها بالذات فلها حصول له، كما ان لهاحصولا لقابلها ان كانت مادية و ليس حصولهالفاعلها و قيامها به عبارة عن حلولها فيه واتصافه بها، بل انما ذلك شأن حصول الصورةللقابل، لان القابل لنقصه الوجودي يستكملبالصورة- جوهرية كانت او عرضية- و يتصف بهاو ينفعل عنها، و أما الفاعل فهو لا يستكملبمفعوله و لا يتصف به و لا ينفعل عنه، لأنهفياض يفضل عن وجوده وجود معلوله في مرتبةمتأخرة.فللنفس الانسانية في ذاتها عالم خاص بهامن الجواهر و الاعراض المفارقة و المادية،و الأفلاك المتحركة و الساكنة، و العناصرو المركبات و سائر الخلائق الحاصلة عنهابقدرتها و اختراعها، و النفس تشاهدها بنفسحصولاتها لها لا بحصولات