الاشعار الى تقديس ذاته و تنزيه صفاته عنأن يكون افتقار الممكن اليه في الحدوث فقطمن جهته لا في البقاء، كما ذهب اليه ايضاأوهام هؤلاء القاصرين من المتكلمين، لمارأوا ان الابن يبقى بعد الأب، و البناءيبقى بعد البنّاء، و السخونة يبقى بعدالنار، و لم يتفطنوا أن هذه الأمور ليستعللا بالحقيقة، فوقعوا في الغلط بسبب «أخذما بالعرض مكان ما بالذات».و قد برهن في الحكمة الحقّة على أن جسما منالأجسام- و لا أحد جزئيه- لا يكون علة لجسمآخر و لا لاحد جزئيه، و على أن علة كل جسملا يكون الا ما هو بريء عن مخالطةالأجسام و المواد.و أما مثل البنّاء فحركته علة لحركة لبنما، ثم سكونه علة لسكونه، و انتهاء تلكالحركة علة لاجتماع مادة، و ذلك الاجتماععلّة لشكل ما، ثم انحفاظ ذلك فلما تقتضيهطبيعة الارضية التي في اللبنات، و هي مماأفادها اللّه بقوّته التي تمسك السماء والأرض أن تزولا، و من أسمائه تعالى«الحافظ» و «القابض».و كذلك النار علة لتسخين عنصر ما، لا أنتفيد السخونة، بل أن تبطل البرودة التيكانت مانعة من حصول السخونة في الماء منجهة واهب الصور و أما حدوث السخونة واستحالة الماء الى النار فبالجاعل المفيدالذي يكسو العناصر صورها، و قد عرفت أنهالا يصح أن يكون جسما أو جسمانيا، و أماالأسباب السابقة فهي معدّات و مغيّرات وعلل بالعرض.و قد ثبت و تقرر ان العلة تجب أن تكونمتقدمة على المعلول بالذات لا بالزمان،فكيف تكون نار علة لوجود نار اخرى، و لانار أحق أن تكون علة