بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
على مراتبها، ثم ذا عقل مفارق على درجاتهافي الصعود الى أن ينتهي الى الحق المعبود،فوقع الابتداء من العقل و الانتهاء الىالعاقل، و بينهما امور متفاضلة.اعلم انّا كما أفادنا النظر في الوجوداثبات فاعل له، كذلك أفادنا اثبات غايةله، فكما لا يجوز أن يكون الممكن موجوداالا بموجد يفيد وجوده لافتقار ماهيّته الىمرجح، كذلك لا يجوز أن يكون موجودا الالغاية يتم بها وجوده لقصور وجوده عن درجةالتمامية الاخيرة.و كما ان سلسلة الأسباب الفاعلية لا بد وان تنتهي الى فاعل لا فاعل له، و الا لم يكنشيء منها فاعلا و لا موجودا، لأنها علىذلك الفرض يكون الكل على حكم الوسط- و هذاخلف- فكذلك سلسلة الأسباب الغائيّة لايجوز أن تذهب الى لا نهاية، بأن تكون لكلغاية غاية من غير انتهاء الى غاية أخيرة لاتكون لها غاية أصلا، و الا لم يكن لشيء منالأشياء غاية أصلا و هو خرق الفرض.فثبت و تبيّن أن للممكنات كلها فاعل أوللا يكون له فاعل أصلا، و ثبت و تبيّن أيضاأن لها غاية أخيرة لا تكون لها غاية أصلا،ثم يجب أن تكون هذه الغاية هي بعينها مافرضناه فاعلا، لاستحالة تعدد الواجبتعالى، لان كلا منهما موصوف بالمفارقةالكليّة عن وصف الإمكان و القصور، والمفارقة الكليّة تقتضي سلب الماهيّة، ويستحيل وجود شيئين كل منهما لا ماهيّة له،فاللّه هو الاول و الاخر، ليس كمثله شيء،منه ابتداء ملكوت كل شيء و أمره، و اليهيرجع كمال وجوده و غايته إذا بعثر ما فيالقبور و حصّل ما في الصدور، ألا الى اللّهتصير الأمور.