بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
وَ ما أَنْزَلَ الرَّحْمنُ مِنْ شَيْءٍإِنْ أَنْتُمْ إِلَّا تَكْذِبُونَ هذهغاية شبهة الجاحدين للحق و المنكرينللبعثة و الرسالة، و لا يبعد أن يكون احدىالفوائد و الاغراض المسوق اليها هذه القصةهي حكاية هذه الشبهة و ارتكازها في أوهامضعفاء العقول، المنتسبة الى الفلسفة،المتشبهة بهم من الطباعية و الدهرية والصبوية، و براهمة الهند المنسوبة الىبرهمان الهندي، حيث أنهم بعد علمهم بأحوالالمبدإ و تيقّنهم بوجوده و تنزهه و تقدسهتحيروا في أحوال الاخرة و المعاد، واضطربت أفكارهم في حقيقتها و حقيقةالرسالة و حقيقة الرسول المنذر بوقوعها، وسعادتها و شقاوتها، و نيرانها و جنانها، وسلسبيلها و زقّومها، و مالكها و رضوانها،بل صرحوا بنفي المعاد بعد الممات، حيث وردان الإنسان المتكون من مزاج حاصل من أضدادعند امتزاج مهما فسد لا يرجى له و لغيرهفيه فائدة، فحكموا بأنه إذا مات، مات، ومعاده قد فات، كما حكي اللّه عنهم بقوله:ما هِيَ إِلَّا حَياتُنَا الدُّنْيانَمُوتُ وَ نَحْيا وَ ما يُهْلِكُناإِلَّا الدَّهْرُ [45/ 24] و الإنسان عندهمكالعشب و المرعي ينبت و ينمو من الأرضفيصير غثاء أحوى.و على هذه الطريقة جرت خصوم الخليل عليهالسلام من الصابئة- على ما حكى اللّه تعالىعنهم في مواضع جمّة من كتابه، مثل قوله: أَبَشَرٌ يَهْدُونَنا [64/ 6] ما هذا إِلَّابَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُرِيدُ أَنْيَتَفَضَّلَ عَلَيْكُمْ [23/ 24] يَأْكُلُمِمَّا تَأْكُلُونَ مِنْهُ وَ يَشْرَبُمِمَّا تَشْرَبُونَ [23/ 33] و مدار انكارهم واستكبارهم على هذه الشبهة التي أشير اليهافي مواضع من الكتاب كما قال اللّه تعالى:وَ ما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُواإِذْ جاءَهُمُ الْهُدى إِلَّا أَنْقالُوا أَ بَعَثَ اللَّهُ بَشَراًرَسُولًا