قالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنا بِكُمْلَئِنْ لَمْ تَنْتَهُوالَنَرْجُمَنَّكُمْ وَ لَيَمَسَّنَّكُمْمِنَّا عَذابٌ أَلِيمٌ (18) لما عجزوا عن الزام الرسل، و سكتوا عناقامة العذر عن قبول دعوتهم، و لم يبق لهممهرب عن ذلك، تشبّثوا بذيل النفس والدنيا، و أقروا بالعجز عن ترك هذاالأدنى، و تعللوا اعذارهم في عدم الايمانبالرسل و قبول دعوة التكليف بأن صحبةالهداة و المذكرين شؤم لهم. ثم ما اكتفوابذلك حتى قابلوا أهل اللّه بالمجاهدةبالنزاع و المخاصمة و الرجم و الإيلامالشديد.و ذلك كله لفساد العقل و محبة الباطل وطاعة الهوى و قبول دعوة الشيطان لانالشيطان يعدهم الفقر و يأمرهم بالفحشاء وسوء الظن باللّه، و ترك التوكل و تكذيبالرسل، و الاعراض عن الحق و الإقبال علىالخلق، و انقطاع الرجاء من اللّه، ومتابعة الشهوات و مواصلة السيئات، و إيثارالحظوظ و ترك العفة و القناعة، و التمسكبالملوك و الظلمة، و تعلق القلب بحبالدنيا و هو رأس كل خطيئة و بذر كل بليّة.فهذه كلها و أضعافها من فروع وسوسةالشيطان و ترويجه الباطل في معرض الحق،فمن فتح على قلبه باب وسوسة الشيطان وترويجه و لم يقمع فساده و شره عن قلبهبالعقل الكامل و البرهان النيّر القدسي،الدال على خسّة الدنيا و حقارة طالبيها،او بالسماع من أهل اللّه و أصحاب القلوب،المذكرين لخساسة الدنيا و زوالها و وخامةعاقبة شهوة النفس و وبالها، فسوف يبتلىبهذه الآفات و يقع في عرضة هذه البليّات،التي من جملتها التشؤم بصحبة الفقراء وأهل الدين الذينهم ملوك الاخرة وسلاطينها، و خدمتهم مفتاح أبواب الرحمة والسعادة،