بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
و لكن لما كان نبينا محمد صلى الله عليهوآله وسلم جامع شئون الأنبياء كلهم ظاهراو باطنا، و حاوي شتات كمالاتهم و حالاتهمغيبا و شهادة، فضّله اللّه بكل شيء علىكبار الأنبياء و اولى العزم من الرسل، وأولاه من أسباب الكرامات و الكمالات ما لميعطه أحدا، فأهلك خصومه و جاحديه بفنون منالهلاك الجسماني و الروحاني كل بحسبه، فمنذلك انه أنزل جنودا من السماء، و من ذلك ماأشار بقوله وَ ما رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَوَ لكِنَّ اللَّهَ رَمى [8/ 17] و منه قولهتعالى: وَ جَعَلْنا مِنْ بَيْنِأَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْسَدًّا فَأَغْشَيْناهُمْ فَهُمْ لايُبْصِرُونَ [36/ 9] و من ذلك قوله: غُلَّتْأَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا [5/ 64].و تفصيل وجوه العقوبات على حسب مراتبالخصومات لحبيب اللّه و رسوله الجامعلجميع الفضائل و الخيرات مما يطول، و شرحهخارج عن حد العقول، فلنكتف بمجمل هذاالمقام، و هو أن للّه نقمة جلية و خفية،كما أن له نعمة ظاهرة و باطنة.و قيل معنى الاية: و ما أنزلنا على قومهبعده رسالة من السماء. قطع اللّه عنهمالرسالة حين قتلوا رسلهم، و هو مروي عنمجاهد و الحسن، و المراد أن الجند همملائكة الوحى الذين ينزلون على الأنبياء،و هو اشارة الى انقطاع الوحى عنهم لسوءاستعدادهم و غلبة جحودهم و عنادهملحامليه، و هذا أشد مراتب العقوبة حيثيوجب الهلاك الابدي و الشقاوة السرمدي،الحاصل من فساد الاعتقاد، و بطلان الروحبانقطاع الاغذية الروحانية عنها، التي هيالايمان باللّه و الطاعة و العلم والعبادة، و توارد السموم المهلكة لها منالكفر و المعصية و الجهل و الغواية، و فيقوله تعالى: