بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
لقصور نظره و همته عن ادراك ما عداه والتشوق اليه، ثم يظهر بعده لذة الزينة ولبس الثياب و ركوب الدواب فيستحقر منهااللعب، ثم يظهر بعده لذة الوقاع و شهوةالنساء فيترك بها جميع ما قبله في الوصولاليها، ثم يظهر بعد هذه الأمور لذةالرياسة و العلو و التفاخر و التكاثر، و هيآخر درجات لذات هذه الدنيا و أعلاها وأقواها، و آخر ما يخرج عن رؤوس السالكينالى اللّه.و للاشارة الى هذه المراتب في اللذات قالتعالى: اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَياةُالدُّنْيا لَعِبٌ وَ لَهْوٌ وَ زِينَةٌ وَتَفاخُرٌ- الاية [57/ 20] ثم يظهر بعد هذهغريزة اخرى يدرك بها معرفة اللّه تعالى ومعرفة صفاته و أفعاله، فيستحقر معها جميعما قبلها، فكل متأخر فهو أقوى، و هذا هوالأخير إذ يظهر حب اللعب في سن الصبى و حبالنساء و الزينة في سن البلوغ الحيواني وحب الرئاسة و العلو و التكاثر في سنالعشرين، و حب العلوم الحقيقية في قرب سنالأربعين- و هي الغاية العليا و مرتبة رجالاللّه هذه المرتبة-.و الناس كلهم بالقياس الى هؤلاء في منزلواحد هي الدنيا و محبة ما فيها، و كما أنالصبيان يضحكون عمن يترك اللعب و يشتغلبملاعبة النساء و طلب الرئاسة و يستهزئونبهم، فكذلك الرؤساء و المتصدرون فيالمجالس و المتقلدون في المناصب يستهزئونبمن ترك الدنيا و زينتها و رفعتها، و اشتغلبمعرفة اللّه و استهتر بذكر اللّه، والعارفون باللّه يقولون: إِنْ تَسْخَرُوامِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَماتَسْخَرُونَ [11/ 38].و لهذا ذكر بعض أصحاب القلوب: «ان الإنسانإذا بلغ مرتبته في العلم باللّه و محبتهبذكر صفاته و أفعاله الغاية العليا، رماهالناس بالحجارة» اى يخرج كلامه عن حدعقولهم، فيرون ما يقوله جنونا.فقصد العارفين كلهم لذة معرفة اللّهتعالى و وصله و لقائه فقط، فهي قرة أعينهمالتي