بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
فما بالك أيّها المسلم الذي ولدت على فطرةالإسلام تترك متابعة الرسول و أهل بيته وأتباعه الذين دبّروا بعقولهم المنوّرة وآرائهم الرزينة أمر الدنيا و الآخرة وسلكوا سبيل اللّه و أنابوا إليه، و لا تتبعسبيل من أناب و اتّبعت رأي الفلاسفة. فلواستنبطت من معادن وجودك باستعمال الأدواتو القوى فيما هداك إليه الرسول صلى اللهعليه وآله لانفجرت مياه العلوم من صميمقلبك، و فتحت عين عقلك، و هديت «40» بأشعّةبصيرتك إلى عوالم الغيوب، و شاهدت بعينبصيرتك الجنّة «41» و النار و دار العذاب والقرار، كما قال: وَ فِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلا تُبْصِرُونَ [51/ 21].أ و ما علمت أنّ الفلاسفة قد فنت أعمارهمفي الغوص في بحار الأفكار فغرقت عقولهمفيها، و تاهوا في سلوك أودية الأنظار وانقطع بهم سير الفكر في منتهى عالم الملك والشهادة، و لم يدخل إسكندر نظرهم في ترددهعالم الظلمات إلى عين حيوة اليقين- التي منشرب منها لا يموت- فماتت حبة فطرهم في مضيقعالم الشهادة، و لم يخرجوا من جوف الدنيا وظلماتها التي بعضها فوق بعض إلى معرفةعالم الآخرة و أنوارها و عالم الغيب وأسرارها؟ أ و لم يتفكّروا في قول اللّه تعالى:اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوايُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَىالنُّورِ [2/ 257]. و قوله تعالى: الَّذِينَيُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ [2/ 3] و قوله: وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ[11/ ] و قوله:عالِمُ الْغَيْبِ وَ الشَّهادَةِ [6/ 73].فاللّه تعالى أوجد الملك و الشهادةلقضيّة اسمه «الظاهر» و أوجد الملكوت والغيب لقضيّة اسمه «الباطن». (40) أمددت- مددت- نسخة.(41) جنة- نسخة.