بیشترتوضیحاتافزودن یادداشت جدید
غاية كمال النفس الإنسانيّة، لأنّه عبارةعن نور من أنوار اللّه يقذف في قلب من يشاءمن عباده، و هذا النور يطفي نار جهنّم،فكيف تتنّور به نفوس الكفّار و المنافقين؟ و ما ورد من الآيات في باب ايمانهم عندنزول العذاب فبعضها محمولة على ظهورالشقاوة عليهم يومئذ، و مشاهدتهم آثارالسيّئات و نتائج الكفر و العناد، و تبعاتالمعاصي و الفسوق و أضداد ما كانوايحتسبون، كما في قوله تعالى: وَ بَدالَهُمْ مِنَ اللَّهِ ما لَمْ يَكُونُوايَحْتَسِبُونَ [39/ 47] و بعضها ممّا لا يفهممنه أزيد من اعترافهم باللسان و دعويهمالايمان، كما في قوله تعالى:فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا قالُواآمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ [40/ 84] و ربّماكانوا كاذبين في هذه الدعوى يومئذ، كماكذّبوا في قولهم للرسول صلى الله عليهوآله- كما قال اللّه تعالى حكاية عنهم حيثقال-: قالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُاللَّهِ وَ اللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَلَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّالْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ [63/ 1]. لاأنّهم يصيرون بعد الموت عرفاء باللّه وآياته موحّدين، و إلّا فكيف يعذّبهم اللّهعذابا أبديّا؟ إذ البراهين العقليّة و السمعيّة ناهضةعلى خروج أهل التوحيد عن النار، فالقولبأنّ كلّ نفس يوم القيامة غير كاذبة فيمحلّ المنع.نعم منشأ الكذب و الغلط و مبدأ الشر والوبال لا يكون إلّا في هذا العالم الذي هومنبع الشرور و العاهات، و معدن النقايص والآفات- كما بيّن في مقامه- و النفسالشقيّة الكذوبة لا تكتسب مادّة الكذب والبهتان و الكفر و العصيان و منشأ التعذيببالنيران إلّا بواسطة كونها مدّة في هذاالعالم و لأجل تعلّقها بالأبدان، فهيحمالة حطب نيرانها من هاهنا، و الآخرة دارالعدل و الحساب و القضاء بمؤدّى الشهود والكتاب لا ظُلْمَ الْيَوْمَ.